القاهرة | لو لم تكن ابنة الزعيم والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، لما أثار خبر القبض على المغنية والإعلامية المصرية سلمى صباحي (1981) كل هذا الجدل على الأرجح. ومن هنا أيضاً تزايدت الاتهامات بأن هناك نيّة من النظام الحاكم لتسييس القضية بهدف النيل من المكانة الشعبية التي يحظى بها صباحي. احتلّ الأخير المركز الثالث في سباق الرئاسة بعد محمد مرسي وأحمد شفيق. أما سلمى، فقد بدأت مشوارها إعلاميةً في قناة «دريم» وقدّمت برنامج «شبابيك»، قبل أن تنتقل إلى قناة «صدى البلد» التي تركتها لاحقاً. واليوم، تواجه المغنية والإعلامية تهمة المشاركة في شبكة للنصب على المواطنين عبر الإنترنت، لمصلحة شركة «Global Ad Mart». هذا النوع من شركات التسويق الشبكي ينتشر حول العالم، وبالطبع في المحروسة. ويقنع أصحابها الآخرين بأنّهم قادرون على الفوز بأرباح مادية شهرية، عبر استثمار مبالغ تراوح بين 500 و1500 دولار، على أن يقوموا بدعوة أصدقائهم للمشاركة ويحصلوا على عمولة كلّما دخل صديق جديد. ويقوم المشتركون بنشر إعلانات الشبكة في كل مكان. وبالطبع، كلما نجح هؤلاء في جذب شخصيات مشهورة وضباط شرطة ورجال قضاء، سهّلت مهمتهم في إقناع الآخرين بالمشاركة والاستثمار. وفي هذا الإطار، يقول خبراء الاقتصاد إنّ المشتركين القدامى في الشبكة يحصلون على أرباحهم من الجدد، وهكذا حتى يقع الجميع ضحايا ويتبادلوا الاتهامات. وهو ما جرى مع سلمى صباحي التي يتهمها أكثر من 30 شخصاً بالنصب عليهم والحصول على أموالهم. بينما تتهم الإعلامية آخرين بالأمر نفسه، من بينهم مغنٍّ يدعى حاتم فهمي وهو محبوس أيضاً على ذمة القضية، إلى جانب بعض مؤسسي الشبكة. واتضح لاحقاً أنّ تلك الشبكة تضمّ لاعبي كرة في نادي «الزمالك»، من بينهم عمر جابر، وأحمد الشناوي ومحمد إبراهيم الذين تنازلوا لاحقاً عن بلاغاتهم ضد سلمى، بعد التأكد من أنّها غير مسؤولة عن الشبكة. وكان المستشار محمد الصاوي قاضي المعارضات في «محكمة جنح العجوزة» في القاهرة قد أمر أمس بإخلاء سبيل سلمى صباحي بكفالة مادية بلغت قيمتها 4500 دولار (30 ألف جنيه)، بعدما قضت نحو 48 ساعة في التحقيق على خلفية تلك القضية. وفيما لا تزال التحقيقات مستمرة بشأن سلمى وحاتم فهمي، أعادت القضية إلى الأذهان واقعة حبس المغني أحمد فهمي (الأخبار 14/2/2013)، مقدّم برنامج «أراب آيدول» بموسمه الثاني (الجمعة والسبت 21:00 على قناة mbc و lbci) في قضية التلاعب بحسابات عملاء أحد المصارف. وأثبت فهمي لاحقاً براءته من تلك القضية، وأن موظّف المصرف المتّهم استغل اسمه من دون علمه. لكنّ قضايا الممثلين الشباب لم تقتصر على الجرائم المالية فحسب، بل قُبض على الممثل محمد رمضان بطل فيلم «عبده موتة» قبل أيام، بتهمة حيازة سلاح بلا ترخيص، قبل أن يثبت رمضان أنّ السلاح من بين الأدوات التي يستخدمها في فيلمه الجديد «قلب الأسد». دفعت قضية رمضان باقي الفنانين الذين يستخدمون أسلحة في أعمالهم الجديدة إلى اتخاذ إجراءات احتياطية وتخزين الأسلحة بعيداً عن سياراتهم، خوفاً من حملات التفتيش المفاجئة. وكان خبر القبض على رمضان قد انتشر على نطاق واسع بواسطة وزارة الداخلية، بما يوحي أنّ هناك أهدافاً وخلفيات أخرى وراء الإيقاع به.