في الدورة السابقة من «مهرجان كان السينمائي الدولي»، نجح المخرج المصري يسري نصر الله في أن يكون السينمائي العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية. فيلم «بعد الموقعة» كان محاولة لرصد المرحلة التي عاشتها مصر بعد «ثورة 25 يناير». أما هذه السنة، فالعالم العربي سيكون ممثلاً بالمخرج التونسي الأصل عبد اللطيف قشيش وفيلمه «حياة أديل». يُعتبر الأخير أيضاً ضمن لائحة الافلام الفرنسية المتنافسة على السعفة الذهبية، وهو من أطول أفلام المسابقة (3 ساعات و7 دقائق) واختير بعد الانتهاء من إنجازه بأقل من يومين تقريباً، بعدما كان قد تردّد أنّ المخرج قد لا ينجح في تقديمه في الوقت المناسب. وعلى غرار فرنسوا أوزون، يتناول العمل الحياة الجنسية لمراهقة في الـ15 تبدأ باكتشاف الرغبة بعد لقائها بفتاة. من ناحية أخرى، تحفل تظاهرة «نظرة ما» أحياناً بمواهب وأعمال استثنائية. يرأس لجنتها هذه السنة المخرج توماس فينتربرغ خلفاً لتيم روث العام الماضي، ونجد ضمنها الفلسطيني هاني أبو أسعد وفيلمه الجديد «عمر». المخرج الذي اتخذ من هولندا مقراً له، تعرّفت إليه الساحة السينمائية في «كان 2002» حين قدّم فيلمه «عرس رنا» ضمن «أسبوعي المخرجين»، التظاهرة الموازية للمهرجان التي تمّ خلالها اكتشاف الكثير من المخرجين الكبار. أما أبرز نجاح له فيبقى «الجنة الآن» الذي حاز عنه جائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم أجنبي عام 2006. لطالما سعى السينمائي في أعماله الى الغوص في مشكلات بلاده ومحاولة تفهمها. في «عمر»، لا يبتعد عن ذلك. يروي صراع ثلاثة أصدقاء وامرأة في الاراضي المحتلة.
أيضاً، ستكون السينما الفلسطينية ممثلةً بمحمد وأحمد أبو ناصر ضمن فئة الأفلام القصيرة مع فيلم Condom Lead. هو عمل تهكمي حول عملية 2009 على قطاع غزة التي حملت عنوان «عملية الرصاص المصبوب». كما أنه أول عمل من القطاع يدخل ضمن المسابقة الرسمية.
لبنانياً، وبعدما شهدنا في السنتين الماضيتين حضوراً ضمن تظاهر «نظرة ما»، مع نادين لبكي وفيلمها «هلأ لوين» (2011) وضمن فئة الافلام القصيرة «سينيفونداسيون» مع باسكال أبو جمرة وفيلمها «خلفي شجر الزيتون»، نرى غياباً تاماً للوجود المحلي في الدورة الحالية. لعلّ العزاء يكمن في التحية التي يوجّهها الجناح اللبناني في سوق الفيلم إلى السينمائي الراحل مارون بغدادي (1950 ـــ 1993). بالتعاون بين «نادي لكل الناس» و«مؤسسة سينما لبنان» ورعاية وزارة السياحة، ستُطلق مجموعة من أفلام السينمائي الحائز جائزة لجنة التحكيم في «كان 1991» عن شريطه «خارج الحياة». وتضمّ المجموعة التي تُطلق يوم 20 أيار (مايو)، أفلامه الروائية، والوثائقية وحتى الدعائية. كما يعرض شريط لارا سابا «قصة ثوان» ضمن سوق الفيلم.