بعد دقائق على نشر فنان الـ«أندرغراوند» اللبناني زيد حمدان (1976) إعلان حفلته المقبلة (28 نيسان/أبريل) في حانة «راديو بيروت» (مار مخايل)، قامت الدنيا ولم تقعد. والسبب كان نشر صورة لمتظاهرات عاريات الصدر من حركة «فيمن» العالمية كتب عليها تفاصيل السهرة مقرونةً بالتعبير التالي: «أظهري ثدييك وادخلي مجاناً».
مقدمة برنامج «شريكة ولكن» (الثلاثاء 12:35 على «صوت الشعب») حياة مرشاد أكدت لـ«الأخبار» أنّ هذا الإعلان هو «استغلال فاضح لجسد المرأة»، مطالبةً «كل النساء بمقاطعة الحفلة لتسجيل موقف صارم من إساءات مماثلة». دعوة مرشاد نشرت على صفحة البرنامج على فايسبوك، عقب الاعتذار الذي نشره حمدان على صفحة «راديو بيروت» الرسمية على الموقع الأزرق. اعتذار رأت فيه الناشطة اللبنانية وزميلتها في تأسيس الصفحة وإعداد البرنامج عليا عواضة أنّه «لا يكفي وغير مقنع»، كما استغربت مرشاد «تصرّف حمدان بهذه الطريقة»، خصوصاً أنّه «شخص يدّعي التقدّمية والثقافة».
«أنا لست ذكورياً ولم أقصد أبداً أن أستغل جسد المرأة لبيع بطاقات أكثر» قال حمدان لـ«الأخبار»، لافتاً إلى أنّه «أنا أكبر داعم لقضايا المرأة في العالم العربي، وخصوصاً لحقّ اللبنانية بإعطاء الجنسية لأولادها». وأوضح صاحب فرقة Zeid and the Wings أنّ العري في بلادنا «لن يحدث تغييراً جوهرياً لأنّ التخلف متجذّر في مجتمعاتنا... في القوانين والعقلية البالية». وعن سبب استخدامه هذه الصورة، شرح أنّه اتخذ من تحرّكات «فيمن» مادة لإنجاز إعلان لافت، وتابع قائلاً إنّه «عندما خرجت نساء مسلمات في حملة مناهضة لـ«اليوم العالمي لجهاد التعري» نشرتُ إعلاناً آخر يعتمد على صورة لمنقّبات». يؤكد حمدان أنّه يوظّف عادة المستجدات السياسية لإنجاز إعلانات «مبتكرة» لآخر أعماله، ما يساعده على تسجيل موقفه، ولفت انتباه الجمهور. أما في هذه الحالة على وجه الخصوص، فقد أراد حمدان توجيه رسالة بسيطة مفادها أنّ «الكل مرحّب به في الحفلة المقبلة على جميع اخلافاتهم». وختم حمدان حديثه قائلاً: «كانت مزحة، بس مزحة ثقيلة بعرف وأنا مش عم برّرها». وعقب إبداء الفنان الشاب استعداده «لفعل ما يتوجّب عليّ لإثبات أسفي»، استبدل صورة الغلاف (cover photo) الخاصة به على فايسبوك بصورة لمجموعة ترتدي قمصاناً سوداء كتب عليها عبارة: «أنا آسف». رغم استغراب مرشاد لسبب موافقة «راديو بيروت» على نشر الإعلان منذ البداية، إلا أنّ المقهى عمد إلى إزالته فوراً إثر تعالي الأصوات الغاضبة، ناشراً إعلاناً جديداً سبق أن وعد به قبل ساعات عندما عرض اعتذار زيد... فهل ينقذ الموقف قريباً وتعود المياه إلى مجاريها بينه وبين «الشريكات» اللبنانيات؟