المكرّم سبايك لي أحد مقاطعي الاحتفال الكبير، إضافةً إلى أسماء مثل مايكل مور وويل سميث وزوجته جادا بينكت سميث. السبب معروف: اقتصار مرشّحي جوائز التمثيل العشرين على أصحاب البشرة البيضاء، للعام الثاني على التوالي. إعلان الترشيحات خلق الكثير من الجلبة حول «افتقارها إلى التنوّع». جورج كلوني وفيولا دافيس وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما أثاروا المسألة. في المقابل، علت أصوات مدافعة عن الأكاديمية، على اعتبار أنّ الترشيح يُستحق على أساس الأداء والجدارة، لا بسبب الأصل ولون البشرة. مايكل كاين، وشارلوت رامبلنغ، وهيلين ميرين، وآيس كيوب من أبرز أسماء هذا «المعسكر». في المحصلة، أعلنت رئيسة الأكاديمية شيريل بون إيزاك عن تغييرات كبيرة في تركيبة الإدارة والأعضاء وحقوق التصويت، بما يضمن مشاركةً أكبر للنساء والأقليّات، وتنوّع الأعراق، والتوجّه الجنسي. بحلول 2020، ستصبح الأكاديمية «تشكيلةً» ترضي جميع الأذواق.لكن مهلاً، متى كان الأوسكار عادلاً مع الجميع؟ من الصاعق أنّ التمثال لم يبتسم لعظماء مثل ستانلي كيوبريك، وألفريد هيتشكوك، وإنغمار بيرغمان، وأكيرا كوروساوا. شارلي شابلن عبقري لم يلمسه سوى تكريم. مارتن سكورسيزي انتظر ثلاثين عاماً ليظفر به عن «الراحلون» (2006)، في حين أنّه ليس أفضل أفلامه.
كذلك، يغيب فيلم السعفة «ديبان» للفرنسي جاك أوديار عن ترشيحات الفيلم الأجنبي، كما حصل مع «سبات شتوي» للمعلّم التركي نوري بيلغي جيلان العام الفائت. ما مبرّر هذا التجاهل المتكرّر لتحف الكروازيت في الاصطفاء الأوسكاري؟ الاعتبارات الدولية بين المحفلين معروفة تاريخياً. «البغيضون الثمانية» لكوينتن تارانتينو أفضل من عناوين عدّة في مختلف الفئات الرئيسية. رغم ذلك، لم ينل سوى 3 ترشيحات: أفضل ممثّلة دور مساعد لجنيفر جاسون لي، وأفضل موسيقى للأسطورة الإيطالي إنيو موريكوني، وأفضل سينماتوغرافيا لروبرت ريتشاردسون. نعم، الأوسكار ليس مجرّد احتفال توزيع جوائز. لطالما شكّل فرصة مثالية لتسويق قضايا وسياسات، حتى لو اقتضى الأمر ترجيح أفلام على أساسها. قائمة طويلة تبدأ بحقوق المرأة والأقليّات والأعراق والمثليّين، ولا تنتهي بالاشتباك مع إيران، رجوعاً إلى الحرب الباردة وحقبة المكارثية المناهضة للشيوعيين. لا ضير من توقّع هوس روسيّ متجدد في الأوسكار القادم.