إذا كان ما يسقطُ ويشيب هو شَعري
وما يصدأُ ويذوب هي عظامي ولحمي
وما يهترئُ ويذبلُ ويتفتّت
هي أسناني وشهوتي وأحلامي،
فإذن ماشأنهم بي ؟
أولئك الذين، كلما أبصروني،
يُخرِجون صورةَ شبابي القديم
ويصرخون في وجهي:
أيها المارقُ الوغد ! أنتَ تتغيّر.

تُرى
غداً، حين يصير ما لا مهربَ منه،
هل سيأذنون لي بالذهاب إلى الموت بهذا الجثمان التالف؟
أم أنهم -عشاقَ الشبابِ الخالد والدياناتِ الخالدة-
سيشترطون عليَّ الدخول
بجثةٍ أنيقةٍ ويانعةْ
صالحةٍ لمواجهةِ الآلهةِ في إيوانِ الأبديةْ؟!..
21/2/2011

حقُّ التسلية



بسببِ أنه شديدُ الضجرْ
بسببِ أنه مُبغِضٌ لكلّ ما يُؤْلَف ويُعتادْ
بسببِ أنه عاجزٌ عن إبداءِ الولاء
لأيِّ عقيدةٍ وأيّ ربّ
بسببِ أنهُ : هو، لا سواه.....؛
صار يحلمُ أنْ يفيقَ ذات صباح
فيجدَ الأِشجارَ وقد صارت حمراء،
والسماواتِ برتقاليّةً،
والأرضَ مبسوطةً ومُجَعّدةً كورقةِ النعي،
والناسَ كائناتٍ صغيرةً لطيفةً
قابلةً للتربيةِ في الأقفاص،
والعصافيرَ كائناتٍ قادرةْ
تتغذّى على الفولاذِ، والإسمنتِ المسلّحِ، وصولجاناتِ الأباطرةْ.

نعم! هو حقُّ التسليةْ.
21/2/2011