لم يكن الهدف من اتصالنا برغدة أمس الحديث عن والدها المخطوف على أيدي «الجيش السوري الحرّ» (الأخبار 11/3/2013)، بeل للوقوف على رأيها في الهجوم الذي شنّته عليها ابنة بلدها أصالة، إذ إنّ الأخيرة وصفت الممثلة السورية بالـ «مجنونة»، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته في بلجيكا أوائل الشهر الحالي، حيث كان مقرّراً أن تحيي حفلة يعود ريعها إلى أطفال سوريا.
بعد الاطمئنان إلى رغدة من جراء الهجوم الذي تعرّضت له في «دار الأوبرا» (الأخبار 22/3/2013)، رأت أنّه لا وقت لديها كي تردّ على أصالة، مشيرة إلى أنّ لديها هموماً أكبر من تصريحات أصالة، لكنّ الممثلة فجّرت قنبلة في مقابلتنا معها حين كشفت لـ «الأخبار» عن تطورات جديدة في قضية اختطاف والدها لم يسبق أن صرّحت بها للاعلام.
أكّدت الممثلة أنّ والدها لا يزال مخطوفاً لدى المعارضة السورية، من دون أن تعرف أي خبر عنه، لكن الجديد أنّ قناة «الجزيرة» القطرية دخلت على الخطّ وعرضت التوسّط بين الممثلة والخاطفين بحسب رغدة. وكشفت الأخيرة أنّها تلقّت قبل أيام اتصالاً من أحد القائمين على المحطة، عرض عليها التوسّط للإفراج عن والدها في سوريا بحكم الصلة التي تربطهم بالمعارضين هناك. كان جواب رغدة واضحاً. رفضت العرض القطري، قائلة «أعتبر والدي شهيداً، ككل الذين استُشهدوا في الحرب الدائرة في سوريا».
وقد سجّلت الممثلة حوارها الهاتفي مع «الجزيرة» الذي دام نحو 40 دقيقة، وسوف تنشره خلال أيام على صفحتها على الفايسبوك كردّ فعل على ما قامت به «الجزيرة» من استفزاز لها. تقول رغدة: «لم يعد اختطاف أبي مسألة ذات علاقة بالنسب والدم. لقد أصبح قضية وطن ينزف، وأمة بحالها تستنزف».
ترجع الممثلة سبب خلافها مع «الجزيرة» إلى رفضها الظهور في فيلم وثائقي عن حياتها، كانت القناة القطرية قد عرضته عليها. لم تيأس «الجزيرة» من محاولات التعاون مع رغدة. بحسب قولها، أرسلت المحطة مخرجاً إلى مصر للتفاوض معها، إلا أنّها رفضت ذلك أيضاً.
تعيش رغدة اليوم صراعاً متعدّد الأطراف. تارة تتعرّض لهجوم عنيف يشنه بعض المعارضة السورية التي تطالب بهدر دمها، وكذلك لهجوم الاخوان المسلمين عليها في مصر. فقد رفع أحد محامي الإخوان دعوى ضدّها بحجة ازدراء الأديان.
لا تحبّ رغدة أن تدخل في متاهات الردّ على أصالة التي وصفتها «بالمجنونة»، لأنها «لا تثق عادة بثلاثة أشخاص: المقامر والجبان والبخيل». تكتفي الممثلة بتوجيه رسالة إلى أصالة مفادها: «أنا سعيدة بجنوني. إذا كان يتخطّى الأمور الشخصية وحدود الأنا، فهذا جنون نقيّ». تعود الممثلة بالذاكرة إلى الوراء، وترى أن الحرب ضدّها فُتحت منذ أيام حصار بغداد، وإبداء رأيها في ما جرى في بلاد الرافدين، لكن الهجوم عليها صار أكثر شراسة وعنفاً ويمارس في العلن. بالنسبة إلى رغدة، فإنّ القناعة هي التي تدفعها إلى تعزيز موقفها تجاه ما يحصل في سوريا، فهي ترى أبعاد الحرب المؤلمة التي تعيشها بلادها. لا تنكر أنها مستهدفة اليوم من قبل أطراف كثر، لكنّها لا تعير الأمر اهتماماً. وتكشف أنّها غيّرت أخيراً سكنها في مصر حيث تقيم من 31 عاماً، واختارت مكاناً لا يعلمه إلا قلّة من الناس، حيث تصوّر هناك مسلسل «الشك» للمخرج محمد النقلي، المقرّر عرضه في رمضان المقبل.
أما بالنسبة إلى أولادها، فقد طلبت منهم السفر خارج مصر في هذه الفترة خشية أن يصيبهم أي مكروه. في الختام، تتمسّك الممثلة بقناعتها إزاء ما يحدث في سوريا، ووقوفها إلى جانب النظام، نافية خبر أنّه يوفر لها حماية في ظل الهجوم الذي تتعرض له. وتختم الحديث قائلةً إنها ستزور لبنان قريباً مع احتمال زيارة بلدها الأم.