يبدو أن صاحب شركة «روتانا» الوليد بن طلال لا يزال يرفع راية العائلة أولاً. تحت هذا الشعار، يمارس رقابة شخصية، وإن غير مباشرة، على الكليبات التي تعرضها قنواته المتفرّعة عن «روتانا». هكذا، يُعرض الكليب الذي «لا يخدش الحياء»، بينما يمنع العمل الذي يحمل بعض المشاهد «الجريئة».
شروط لا يتهاون فيها الوليد، وخصوصاً بعد إطلالته التلفزيونية التي بدا فيها كأنّه يتلو فعل الندامة لعشيرته وربعه! قد لا يكون الكلام عن «كليب نظيف» جديداً، لكنه عاد إلى الواجهة مع التغييرات الحاصلة في العالم العربي ووصول الإسلاميين إلى سدّة الحكم في مصر وتونس وغيرهما من الدول العربية التي تصدّر مغنيات بالجملة.
ويبدو أنّ مشكلات «روتانا» مع الكليبات لا تنتهي. بعد العقبات التي واجهت كليب «أسعد وحدة» لإليسا بسبب مشاهدها «الجريئة»، ها هو كليب كارول سماحة «إحساس» الذي بث أول من أمس على قناة «روتانا الرسمية على يوتيوب»، يتعرّض للحذف من دون إعطاء أي توضيحات. في اتصال مع «الأخبار»، يلفت مدير التسويق في «روتانا» هادي حجّار إلى أن «إحساس» لم يواجه أي مشاكل في مشاهده، كما حصل مع إليسا، بل إنّ العقبات التي أدّت إلى حذفه وإعادة عرضه مجدداً أمس، تتعلّق بنوعية ألوان الكليب من دون التدخل في مشاهد العمل الذي سيبصر النور الأسبوع المقبل من دون تعديل. يتحدّث حجّار بكل صراحة عن العقبات التي تعترض كليبات المغنيات، معتبراً أنّ الشروط التي وضعتها «روتانا» مع انطلاق عملها، لم تتغيّر اليوم ولم تجار التغييرات الحاصلة في العالم العربي. إن المغنيات اللواتي يتعاملن مع شركة الإنتاج السعودية، قد حفظن الدرس غيباً، وعرفن أنّ أي مشاهد «ساخنة» تعني توقف الكليب. لذلك، توضع النقاط على الحروف قبل البدء بتصوير الكليب منعاً لأي حرج قد تتعرض له المغنية أو المخرج.
ويستطرد حجار قائلاً: «حتى هيفا وهبي التي تعتبر رمزاً للإثارة، فهمت سياسة «روتانا». وأمس، شاهدنا كليب أغنيتها «ازاي انساك» الذي يبصر النور الأسبوع المقبل، وقد صدمت الجميع بعملها الجديد الذي يتوافق مع أفكار الشركة المنتجة». لا تجبر «روتانا» أيّ مغنية على اتباع ضوابط معينة في كليبها، ولا تدرج ذلك في عقود العمل، بل تدلّ المغنية على الخطوط «الحمراء» التي لا يجب تخطّيها.
بدوره، ينفي محمد ياسين صاحب شركة «أرابيكا» للإنتاج وقناة «أرابيكا» وجود أيّ شروط جديدة على الكليبات التي تبثها المحطّة، معتبراً أن «أرابيكا» لم تجار الموجة الحاصلة في العالم العربي، ومؤكّداً عدم نيّة شركته التشدّد في شروط الأعمال الجديدة. ربما يكون ياسين صريحاً زيادة عن اللزوم، عندما يقول «كيف نتشدّد على مشاهد الكليبات، وفي الأساس ليست لدينا أعمال جديدة في زمن تطغى عليه الاضطرابات السياسية».