مالئ الدنيا وشاغل الناس. هكذا يمكن التعريف بالمطرب السوري جورج وسوف. رغم إثارته للجدل وتماديه في بعض الأحيان، عندما يخاطب جمهوره ومعجبيه، لا تتزحزح مكانته في قلوب عشاقه، بل تكاد قسوته المحبّبة تلك تزيد شعبيته.
ومع اشتعال فتيل الأزمة السورية، تسيّد الوسوف المشهد وازداد اللغط حول اسمه كونه أحد أبرز الفنانين الداعمين لنظام الرئيس بشار الأسد، كأنّه يرد الجميل، إذ تكفّلت السلطة بعلاجه أكثر من مرة، وسارعت إلى إخراجه من ورطة خطيرة لدى إيقافه في السويد واتهامه بحيازة كمية كبيرة من المخدرات، فكان متوقعاً أن يسير الوسوف على درب «تسلم للشعب»، و«رحل البطل»، و«يا بشار يا حبيب الملايين»، الأغاني التي قدّمها لعائلة الأسد. بعد اشتعال الحراك، أعاد توزيع أغنية اللبنانية مايا يزبك «بعدك يا وطني» واستبدل بعض كلماتها قبل أن يصوّرها على طريقة الكليب على قمة جبل قاسيون وفي شوارع دمشق. ثم صمّم على الإقامة في عاصمة الأمويين أثناء الأزمة، ما جعل بعض الوسائل الإعلامية تنتقد موقفه، وخصوصاً قناة «الجزيرة» التي افتتحت أحد تقاريرها مرةً بصورة له وهو ينحني أمام رجل الأعمال السوري الشهير رامي مخلوف. ثم عادت المواقع لتنشر فيديو له مع عناصر الجيش السوري وهو يمتدحهم.
لم يغن أبو وديع يوماً إلا وكانت الصالات تزدحم قبل ساعات من اعتلائه المسرح بجمهور عريض، بينما كانت الشائعات رفيقة دربه الفني. وفي أواخر 2011، تعرّض لجلطة قوية، فترافق الحادث مع سيل من الشائعات. بعضها روج أنّ القصة هي جرعة زائدة من المخدرات، وبعضها أفاد بإصابته بالشلل النصفي، وذهب آخرون إلى تعليق نعوته! لكن أبو وديع بدأ بالتماثل للشفاء بسرعة كبيرة، وظهر مرة واحدة برفقة نيشان على تلفزيون otv في مقابلة مقتضبة بثت ضمن «سوري بس». وقبل أيام، طاردته كاميرا «سكاي نيوز عربية» في أحد مطاعم دبي عندما كان يتناول العشاء مع أصدقائه. وبسبب رفضه الحديث، أجرت المحطة حواراً مع طبيبه الخاص الذي أكّد أنه سيعود إلى المسرح قريباً. وأمس، أطلّ أحد المواقع اللبنانية بخبر مفتعل، إذ نسب إلى مصادر مقربة من الفنان قولها إنّ صاحب «حلف القمر» يزور قطر (قبلة المعارضة السورية) مع ابنه وديع ليعلن انضمامه إلى «صفوف الثورة ضد بشار الأسد». الخبر لم يلق أي أصداء، خصوصاً أنّ مقرّبين من الوسوف سخروا في أحاديثهم مع «الأخبار» ممّا سمّوه «فبركات وصفّ حكي» تهدف إلى افتعال بلبلة من العدم. وأكّد هؤلاء بأنّ «سلطان الطرب» سيعود قريباً إلى بلدته الكفرون بالقرب من حمص حيث قضى وقتاً طويلاً أثناء علاجه فيها.
قد تكون الحقيقة أقرب إلى الجملة التي كتبها أحد عشاق الوسوف على صفحته الخاصة على فايسبوك ويقول فيها «يمكن أن ينقلب الرئيس السوري ضد نظامه ولا يمكن للوسوف أن يزور قطر ويعلن انضمامه إلى الثورة».