بلادُكَ الكبيرةْ
بلادُكَ المنشورةُ على قارّتين، ومئذنتين، ونعشَين،وظلامَين، وسبعين مقصلةْ
بلادك العظيمةُ المبَجَّلةُ في كتاب التاريخْ
بلادك التي لاتَصلحُ للحياة إلاّ في الصورِ والأغاني
بلادك المتجهّمةُ كوجهِ زعيمٍ يقرأ إعلانَ حرب
بلادك الشاسعةُ الضيّقةْ
بلادك العتْمةُ ذاتُ الشموسْ
بلادك التي لا يعيش فيها الناسُ إلّا مُرغمين
ولا يموتون إلّا أحراراً
بلادك العاجزةُ عن الضحكْ
بلادك التي تكرهُ أنْ يكون لها، أو عليها، مُحِبّونْ
بلادك التي، كلّما داست على قلبك،
تتَّهمكَ بالعقوق..لأنك جعلتَ حذاءَها يتوجّعْ
بلادك الخائفةُ من ألّا تكونَ قد أَخافتْكَ بما فيه الكفايةْ
بلادك العابدةُ لنفسِها
بلادك المأخوذةُ بطريقتها في جعْلِكَ مرغماً على عبادتها
بلادك التي لا تعرفُ لهوائها طعماً
بلادك التي، كلّما سمعْتَ صيحةَ غراب، تخاف عليها
بلادك التي، كلّما تَذَكّرْتَها،
تتلفّتُ حواليك كمنْ يتوقّعُ انقِضاضةَ وحشْ
بلادك الغبيّةُ التي لا تعرفُ
أنّكَ لا تستطيعُ محبّتَها
إذا كنتَ عاجزاً عن محبّةِ نفسِكْ
بلادك التي يخرجُ الحالمون من رحمها شيوخاً
ويغادرون سُرادقَ عزائِها أطفالاً
بلادك التي، بمشيئتِها لا بمشيئتِك،
تتسكّعُ وحيداً على خطّ الحياة الأزرق
وتقول: «بلادي خلفي..»
بلادك التي خانتْكَ
بلادك العاجزةُ عن الإيمان بوجودكْ
بلادك التي، كلّما بصقَ على ترابها غريب، يَتوَجّع قلبُكْ
بلادك الساهرةُ على صيانةِ عارِها
في مقاهي الأراملِ وأعشاشِ المثقّفينْ
بلادك التي تحلمُ نسيانَها
بلادك العصيّةُ على النسيان
بلادك القاسيةْ
بلادك الظالمةْ
بلادك المظلومةْ
بلادك المميتةُ المائتةْ
بلادك المأخوذةُ بحضيضِها
بلادك المتيَّمةُ بمنافقيها وسَفَلتها وسَرّاقيها
بلادك غيرُ الصالحةِ للأكل إلّا
حين تذوب في بطونِ آكِليها...
بلادك المحْلومة
بلاد أصحابها/ بلاد مُبْغِضيها/ بلاد أعدائها
بلادُ الجميع...ماعداكْ.

بلادك التي لا بدّ مِن......../
حاذرْ من النطقِ بالنصف الأخير من هذه الجملةْ!
.. .. .. ..
:بلادُ موتِكْ.
13/2/2011