القاهرة | «اللي هيعرف العلاقة بين ما جرى في المقطم والتهديد بحرق مدينة الإنتاج الإعلامي، هيكسب رحلة لديزني لاند». هكذا علّق البعض ساخراً على دعوة أطلقها فجر أول من أمس السبت شباب من جماعة الإخوان. عبر تويتر وفايسبوك، دعا هؤلاء إلى حصار مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة وحرقها. وقد حذّر الناشط الإسلامي عبد الرحمن عز أهل المدينة والعاملين فيها من التصدّي لـ«الطوفان الغاضب» الذي يُفترض أن يضربها مساء أمس الأحد.
هذه الدعوات أتت رداً على ما تعرّض له العديد من أعضاء جماعة الإخوان من ضرب وسحل في صدامات «جمعة رد الكرامة» في المقطم (وسط القاهرة) يوم الجمعة الماضي. علماً أنّ الأخيرة أقيمت رداً على إقدام موظفي أمن مقر جماعة الإخوان على ضرب النشطاء والمعارضين ومنهم الناشطة ميرفت موسى (الأخبار 18/3/2013).
وسط الحشد والحشد المضاد يوم الجمعة الماضي، لم يتوقع أحد أن يلقى المتظاهرون الموالون للجماعة «درساً ساخناً» نجح الإخوان في استغلاله لكسب التعاطف والتغطية على وقائع تعذيب مورست ضد بعض المتظاهرين المعارضين ولم تسجلها الكاميرا. انتهى اليوم وسط موجة إدانات واسعة من السياسيين، وتهديدات متبادلة بين شباب الطرفين بموقعة جديدة قريباً. لكن لم يتوقع أحد أن يطلق عبد الرحمن عز ورفاقه دعوة علنية إلى حرق مدينة الانتاج بحجة أنّ «الإعلام الفاسد» هو السبب في ما جرى. بل حدّد عز ورفاقه قناة «سي. بي. سي» لتكون بداية النار التي ستشتعل في المدينة من دون أن يجيب هؤلاء عن السؤال الذي حيّر الجميع: كيف ستشتعل النار في «قنوات الفتنة» كما يسمونها وتترك جيرانها من القنوات الدينية السلفية؟ امتلأت صفحة الدعوة إلى حرق المدينة بالعديد من البوستات التي تحضّ على القتل والكراهية من نوعية: مَن هو أكثر إعلامي تريد أن تشاهده يسحل أولاً؟ فجاءت لميس الحديدي في المركز الأولى يليها باسم يوسف ثم توفيق عكاشة. فيما طالب آخرون بقطع الكهرباء عن «مدينة الدعارة» و«بيت الشيطان» كما وصفوها. لكنّ المفارقة جاءت عندما أعلنت جماعة الإخوان وحركة «حازمون» وغيرهما من الحركات المتشددة امتناعها عن المشاركة في حصار المدينة أمس. لكن شباب التيار الديني المتشدد أكدوا أنهم مستمرون ولن يتراجعوا، وسيتحملون مسؤولية ما سيفعلونه، فيما أكد رجال الأمن أنّهم سيمنعون بقوة السلاح أي محاولة لاقتحام المدينة ورفض كل الاعلاميين تأجيل عرض برامجهم مساء الأحد.



وحياة أمك لاخليك تعيط

رغم رفض محكمة القضاء الإداري مراراً وقف برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، إلا أنّ أنصار الرئيس محمد مرسي لا يجدون غضاضة في تكرار تحريك دعاوى ضد الإعلامي الذي يتصوّرون أن غيابه عن الشاشة سيسهم في استعادة مرسي لشعبيته. 6 نيسان (أبريل) المقبل موعد جديد لصدور حكم في قضية مرفوعة ضد يوسف وقناة «سي. بي. سي» وسط مخاوف من ضغوط قد تؤدي إلى تجميد البرنامج ولو لفترة. في الوقت نفسه، كان المحامي مرتضى منصور قد هدّد باسم بملاحقته قضائياً بتهمة السخرية من الرئيس، فردّ عليه باسم في حلقة الجمعة الماضية بطريقته المعروفة. ما دفع منصور إلى الإطلالة عبر قناة «الفراعين» متوجهاً إلى باسم يوسف بالقول: «وحياة أمك لأخليك تعيط».