الموسم الرمضاني المقبل سيكون بمثابة مفاجأة تفجّرها الدراما السورية. رغم الحرب وشلال الدم في عاصمة الأمويين، إلا أنّ أهل الدراما تشبّثوا بصناعتهم الأكثر رواجاً وقرروا الحضور بقوة هذا العام. بعضهم غامر بالتصوير في دمشق، بينما وجد آخرون ضالّتهم في محافظات لا تزال هادئة مثل اللاذقية وطرطوس، وسافر آخرون إلى بيروت، ويستعد البعض للتصوير في دبي ضمن استديوهات خاصة.
هكذا، يبدو أن المنجز سيكون ثرياً وصار مؤكداً أنّ 20 عملاً ستجد طريقها إلى المشاهد في شهر الصوم. وكالعادة، ستتمتع البيئة الشامية بالحظوظ الأوفر في التسويق بعدما تقرّر تصويرها في استديوهات مغلقة. هكذا، شارف مروان بركات على الانتهاء من تصوير «قمر الشام» (غولدن لاين) في أحياء دمشق القديمة ويجسد بطولته بسام كوسا. كذلك، سيباشر ناجي طعمي إنجاز «طاحون الشر 2» للشركة ذاتها مع وائل شرف وصباح الجزائري. وفي السياق ذاته، يواصل المخرج أحمد إبراهيم أحمد «زمن البرغوث 2» (قبنض) لمحمد زيد. ورغم انسحاب غالبية أبطال الجزء الأول، إلا أن المخرج أصر على إكمال عمله الذي يلعب بطولته سليم صبري، وجهاد سعد وقمر خلف. في مقابل ذلك، صار مؤكداً إنجاز جزء سادس من «باب الحارة» (MBC1) للمخرج بسام الملا، على أن تصوّر مشاهده في استديوهات خاصة ويؤدي بطولته عباس النوري، ووائل شرف، وميلاد يوسف وصباح الجزائري. ويستعد مؤمن الملا لتصوير مسلسله الشامي «حمام الشام» الذي كتب نصه كمال مرة، وتؤدي بطولته أمل عرفة. أما المثنى صبح فقد انتهى من تصوير «ياسمين عتيق» (سوريا الدولية) لرضوان الشبلي. العمل الشامي يروي فترة الثلاثينيات من القرن التاسع عشر التي تعدّ حقبة مهمة في عاصمة الأمويين. ويلعب البطولة غسان مسعود، وسلاف فواخرجي، ومنى واصف وروعة ياسين. في مكان آخر، ستحضر الدراما السورية بأعمال كوميدية أو اجتماعية خفيفة. وقد أنجز فادي سليم مسلسلاً لثائر العكل بعنوان «عيلة ومكترة» ويلعب بطولته زهير رمضان، وسلمى المصري، في حين أنجز السيناريست سيف حامد والمخرج وسيم السيد تجربتهما الأولى في «روزنامة» من بطولة جهاد سعد ومازن عباس ورشا الزغبي. كذلك كانت حال مصطفى البرقاوي الذي يصور «فتت لعبت» لطلال مارديني، ويرصد مجموعة شباب يرتادون المقهى للعب الورق، فيما أنهى تامر اسحق تصوير «زنود الست» (غولدن لاين) لرازي وردة، وتلعب بطولته وفاء موصلي وسمر سامي وسوزان سكاف. وفي البترون في لبنان، أنهى أسامة الحمد «نيران صديقة» للسيناريست حازم سليمان (فردوس دراما) بالتعاون مع تلفزيون «الجديد». العمل جردة حساب مع الوجود السوري في لبنان عبر قصة قريتين حدوديتين. ويجسد بطولته باسم ياخور ومحمد حداقي. على ضفة الأعمال الاجتماعية، سيكون السوريون حاضرين بقوة في الجزء الثالث من «الولادة من الخاصرة» الذي يحمل عنوان «منبر الموتى» (كلاكيت) لسامر رضوان ورشا شربتجي التي تستعدّ للتصوير بين دمشق وطرطوس وبيروت. وهنا سنتعرف إلى جرعة زائدة من الجرأة في ما يتعلق بالأزمة السورية. وسيجسد الأدوار عابد فهد، وباسم ياخور، وقصي خولي وصفاء سلطان، في حين يخوض المخرجان ناجي طعمي وسامر البرقاوي في قصص الخيانة الزوجية من خلال «صرخة روح» (غولدن لاين) الذي يلعب بطولته كل من بسام كوسا، وكندة حنا وديمة قندلفت... وقد كتب النصوص فادي قوشقجي، وموفق مسعود، ورانيا البيطار، ولمى ابراهيم، وناديا الأحمر في حين سيكون المثنى صبح حاضراً في «سكر وسط» الذي كتب نصه مازن طه وسيبدأ تصويره في دمشق. أما نجدت أنزور، فسيقدم مع «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» مسلسل «تحت سماء الوطن» الذي أنجزته مجموعة من كتاب الدراما ويؤدي بطولته: ديمة قندلفت، شادي مقرش واسكندر عزيز. ومع المؤسسة ذاتها، قارب المخرج سمير حسين على الانتهاء من «نساء حائرات» لأسامة كوكش، ويلعب بطولته رشيد عساف، وجهاد سعد، وسوزان سكاف وأريج خضور. أما العمل الثالث للمؤسسة الحكومية، فهو «حدث في دمشق» لباسل الخطيب، كتب نصه عدنان العودة ويلعب بطولته. وفي بيروت، يستكمل الليث حجو في لبنان تصوير «سنعود بعد قليل» (كلاكيت) لرافي وهبي، ويلعب بطولته دريد لحام، وعابد فهد، وباسل خياط، وقصي خولي وسلافة معمار. مهما كان مستوى الأعمال، يستحق صنّاع الدراما رفع القبعة لهم، هم الذين يواصلون العمل، رغم الظروف القاهرة والموت المحدق ببلادهم من كل الاتجاهات.



أعمال أخرى

لا تزال بعض الأعمال قيد البحث وقد تؤجّل إلى العام المقبل. «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» ستنجز عملاً عن حيثيات الأزمة، كتبه كميل نصراوي، على أن يخرجه فردوس أتاسي، بينما اشترت «كلاكيت» نصاً شامياً من جزءين كتبه عثمان جحى، ولم تقرر ما إذا كانت ستنجزه هذا العام. وفي انتظار المؤتمر الذي وعدت به «سامة» للإعلان عن تفاصيل مسلسل «رحلة الحياة والموت» لريم حنا والليث حجو، يتوقع أن تنتج شركة «سوريا الدولية» جزءاً عاشراً من «بقعة ضوء» للمخرج عامر فهد أو مسلسل «قطاع عام سياحي» (كتبه مازن طه)، فيما نقلت مواقع عن إمكان تصوير جزء خامس من «صبايا». كل ذلك سيكون إلى جانب أعمال طويلة من 90 حلقة لا تخص موسم العرض الرمضاني.