يكفي أن يمتلك هؤلاء الشباب جزءاً من مواصفات الذكر النموذجي للمصورة الشابة، حتى تعرض صورهم في «بين الحادية عشرة والظهر». معرضها التجهيزي الجديد في «غاليري رانينغ هورس» يستكمل رحلة رشا كحيل مع الجسد، منطلقاً هذه المرّة من رغبتها الشخصيّة وذوقها الخاص في اختيار موديلاتها.شاركت كحيل (1980) في معارض عدّة بين لبنان والإمارات وسويسرا والمملكة المتحدة، وتنوّعت أعمالها بين التصوير والفيديو، لكن وحده الجسد شكّل ثيمتها الأثيرة. في معرضها «في منزلك» (2011)، عرضت المصوّرة اللبنانيّة بورتريهات ذاتيّة، عارية الصدر داخل منازل أصدقائها. وفي معارض سابقة، التقطت صوراً لأجساد نساء، لكن في
and Noon 11 Between خضعت أجساد الذكور لرغبتها، وظهّرت شخصيّة المصوّرة واختيارها بشكل واضح. عند دخولك المعرض، تستقبلك سبعة بورتريهات لشباب بأحجام كبيرة ومتساوية. الصور المعلّقة على الحائط تبدو شمسيّة، لبساطتها، وللون الخلفيّة الفاتح والموحّد، واقتصار اللقطة على النصف الأعلى من الجسد.

المشروع بدأ عندما طلبت الفنانة المقيمة في لندن من مارك، وماكسيم، وروني، وماتياس، وأليكس، وأوروان، وكزافييه الحضور إلى الاستوديو الخاص بها بين الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً. ذلك أنّ الشابّة الحائزة «ماجستير» في التصوير الفوتوغرافي الفنّي والفيديو من «الجامعة الملكيّة للفنون» في لندن، أرادت التقاط هذه الصور حسب شكل الضوء في هذا التوقيت من اليوم. يمثّل هؤلاء الشبان ظلال الذكر النموذجي لكحيل. يجمع بينهم الشعر الأشعث، والوشم، واللحية غير المشذّبة، وغيرها من الصفات التي تراها كحيل مواصفات الشاب المثالي، فأنجزت معرضها انطلاقاً من هذه الرغبة العفويّة.
تشابُه الشبان في نظر المصوّرة تمثَّل في وضعهم داخل إطار موحّد: عراة الصدر، وعيون تشيح عن الكاميرا. إطار ردم التمايز بين الشخوص، وجعل الشبه بينهم يتخذ مدى أوسع، لذلك أرفقتها كحيل بتجهيز صوتي. بعد رؤية الصور، ونظراً إلى بساطتها، يعوّل الزائر على التسجيلات الصوتية، علّها تضيف إلى الصور ما حسب أنه لم يتمكّن من رؤيته، باستثناء التمايز الخارجي الذي تسهل ملاحظته. أمام كل صورة، وُضِعت سمّاعة تحوي تسجيلاً بصوت كحيل. تتحدّث الشابة بصوت هادئ وسردي باللغة الإنكليزيّة، عن علاقتها بكلّ شاب، وتصف ابتسامة أحدهم، وأصابع الآخر، والشاربين، والأحاديث معاً، والأكل، والظروف التي جمعتها بهم، وجسدها القصير أمام طول جسد أحدهم، بالإضافة إلى حديث دار مع كل موديل صوّرته. من خلال هذه التسجيلات، أرادت كحيل وضع الزائر على مقربة من هذه العلاقة. في أحد التسجيلات، تقول «أحاول لفت انتباهه، لكنني أشعر بأني خرقاء جداً، وعربيّة جداً، وكبيرة جداً». هكذا أتى صوت المصوّرة حيادياً، يقتصر على تفاصيل مباشرة عن الأشخاص وعنها، ما أوقع كحيل في نمطيّة وصف العلاقة بين الرجل والمرأة.
«بين الحادية عشرة والظهر»: حتى 16 آذار (مارس) ــ غاليري Running Horse (الكرنتينا، بيروت) ـ
للاستعلام: 01/562778