يبدو أنّ قناة «الجديد» قرّرت تذكيرنا بأنّها كانت السبّاقة إلى طرح قضايا المواطن على شاشتها منذ انطلاقتها، كما قرّرت تفعيل حضورها مجدداً في هذا المجال. بعد إطلاق «الزعيم» (كل ثلاثاء 20:40) الذي يهدف إلى البحث عن مرشّح للانتخابات النيابية خارج من الشعب وهمومه، وضعت المحطة أمس يدها بيد مبادرة «عيش لبنان» التابعة لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» (UNDP) وأعلنت عن شراكة إعلامية لمدة عام، تحمل عنوان «عيش لبنان... بالفعل». في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة اللبنانية، جلس المدير العام لتلفزيون «الجديد» ديمتري خضر، إلى جانب مدير «مركز الأمم المتحدة للإعلام» في بيروت بهاء القوصي، وممثل UNDP روبرت واتكينز وممثل آخر عن مصرف يرعى المبادرة. خلف هؤلاء، تربّعت لافتة مليئة بالإعلانات كُتب عليها عبارة «عيش لبنان... بالفعل».
لكن، ما الذي أتى بذاك الشعار الفضفاض الذي رفعته وزارة السياحة اللبنانية في إعلاناتها، إلى مؤتمر للإعلان عن شراكة إعلامية جادة؟
جاءت شراكة «الجديد» لتضحك ربما من هذا الإعلان السياحي المغترب عن حقيقة الواقع، وتؤكّد أن بلدنا لا يضمّ مناطق سياحية خلابة لممارسة التزلج والتمتع بـ«البرونزاج» فقط، بل هو بمعظمه كتلة متنقلة من الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المزمنة. وضعت المحطة يدها على ملفّ بحجم وطن، ألا وهو المشاكل الاجتماعية والإنسانية، وهي مواضيع حاولت مراراً أن تعالجها في برامجها كـ«الفساد» أو حتى في «للنشر»، لكنها لم تستطع خلق الحلول، لأن تلك العقبات أكبر من قناة، وتتخطّى أبعادها حدود بلد، لتلامس واقعاً عربياً يغرق في آفاته. هكذا، نسفت «الجديد» الشعار «السياحي» وقرّرت تقديم الصورة الحقيقية للبنان، الصورة الأمينة الخالية من «البلف».
خلال المؤتمر، حاولت «الجديد» أن تعرّف عن خطوتها الجديدة التي تهدف إلى رفع الوعي حول الأوضاع المعيشية للمجتمعات المحرومة، فعرضت فيلماً قصيراً أضاء على الفقر وتطرّق إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يبحثون عن بصيص أمل. ثم أطل بعض الإعلاميين العاملين في القناة للترويج لهذه الشراكة، وهم: رابعة الزيات، جورج صليبي وداليا أحمد.
في حديث إلى «الأخبار»، كشف ديمتري خضر أنّ تلك الشراكة تتناول أربعة حقول، هي: البيئة والشباب والصحة والتدريب في هذه المجالات المذكورة. في كل حقل، ستُنجز مجموعة من الأفلام الوثائقية أو الإعلانات التي ستعرض خلال نشرات الأخبار والبرامج اليومية، وعلى الموقع الإلكتروني للقناة وتسهم في إيجاد الحلول لكل مشكلة. وعن المعلومات التي تحدثت بأنّ قناة Mtv كانت تفكّر في عقد تلك الشراكة قبل «الجديد»، يضحك خضر قائلاً: «لم أعلم بذلك، ولكن ربما نحن سبقناهم إلى تلك الخطوة!». كان من المفترض حضور عاصي الحلاني (1970) الذي عيّن قبل فترة سفيراً للنيات الحسنة عن مشروع الإنماء في لبنان من قبل منظمة الأمم المتحدة (الأخبار 13/10/2012)، لكنه غاب من دون أن يأتي أحد على ذكر السبب. ومن المعروف أن المغنّي يلبّي معظم الدعوات التي توجّه إليه، وخصوصاً إذا كانت تعنى بالمجال الذي يتربّع على منصبه.
يذكر أنّ مبادرة «عيش لبنان... بالفعل» تهدف إلى إشراك اللبنانيين المقيمين في الخارج والداخل من أفراد وجمعيات في دعم مشاريع التنمية المحلية في وطننا، ويتم تنفيذ المشاريع الإنمائية بالتعاون مع البلديات من خلال تحديد أولويات المنطقة.
زكيّة...