القاهرة | الأحذية ملكة الساحة بلا منازع في برامج الـ«توك شو» المصرية. في زمن الإخوان المسلمين، تعيش مصر حالة غير مسبوقة من الانفلات على الصعد كافة. الاستقطاب السياسي العنيف يؤدي إلى نتائج لا يتوقعها هؤلاء الذين يعرفون مصر جيداً. المحروسة لم تعد كما كانت! كمّ هائل من الشوائب بات ينخر صورتها بسبب أشخاص لم يكن لهم أي دور قبل الثورة. تراجع الثوار الذين ظنّوا يوم سقوط الرئيس السابق حسني مبارك أنّهم لامسوا السحاب، لكنّهم سرعان ما سقطوا على صخرة الواقع؛ فالنظام لم يتغير لأنّ السلطة الحالية (المعارضة سابقاً) تكرّر ممارسات رجال مبارك مع اختلاف في الوسيلة.
وفيما يتخذ النظام الراهن من الدين سلاحاً، لم يعد مستغرباً أن يستخدم من يدّعون أنّهم «دعاة الدين» الحذاء أسلوباً للحوار مع معارضيهم. في حلقة «أجرأ كلام» لطوني خليفة التي تعرض غداً (التاسعة مساءً) على قناة «القاهرة والناس»، سيخلع الشيخ محمود شعبان (الصورة) صاحب تعبير «هاتولي راجل» الحذاء، محاولاً ضرب محاوره الصحافي إسلام البحيري، قبل أن يتدخل مقدّم البرنامج منعاً للصدام المباشر. تمحورت الحلقة حول تطبيق حدود الشرع، وما إذا كانت النصوص القرآنية صالحة في كل زمان ومكان. لكن صاحب فتوى قتل المعارضين لم يتعلّم الدرس، بل واصل عصبيته التي يدّعي أنّها «غيرة على الدين». البرنامج نفسه شهد أيضاً واقعة مماثلة لم تبث بعد جمعت بين الناشطة نوّارة نجم وطارق مراد أحد مؤسسي حركة «أنا آسف يا ريّس»؛ إذ استخدم مراد تعبيراً غير لائق في وصف بنت «الفاجومي» التي ضربت محاورها بالحذاء. ورغم توقف تصوير الحلقة، إلا أنّ مصدراً في فريق الإعداد أكد لـ«الأخبار» أنّ الجزء الذي صُوِّر سيبث مع نهاية الموسم وقبل شهر تقريباً من حلول رمضان. وكان برنامج «العاشرة مساءً» لوائل الإبراشي على قناة «دريم 2» قد شهد قبل أسابيع واقعة مماثلة عندما وضع الشيخ المتطرف أبو إسلام أحمد عبد الله حذاءه في وجه الناشط أحمد دومة بعدما واجهه الأخير بتصريحاته التي سبّ فيها ناشطات ميدان التحرير. واللافت أنّ شعبان وأبو إسلام يمارسان أنشطتهما الإعلامية بحرية تامة في انتظار أحكام القضاء في التهم الموجهة إليهما؛ إذ يواجه الأوّل تهماً بالتحريض على القتل، والثاني بازدراء الدين المسيحي.