القاهرة | لم تكتمل انتخابات «نقابة الصحافيين المصريين» أمس بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني (3125 صحافياً). وبناءً عليه، ستعاد الانتخابات يوم 15 آذار (مارس) الجاري بحضور ربع أعضاء النقابة. تعدّ هذه الانتخابات الأقل سخونة في تاريخ النقابة لسببين: أولاً حالة التوتر الحادة التي يشهدها الشارع إثر قرارات محمد مرسي الأخيرة التي أدخلت البلاد في متاهة. وبما أنّ شرعية الرئيس على المحك والانتخابات البرلمانية على الأبواب وسط انقسام الشارع السياسي، تراجعت بالتأكيد الأنظار الموجهة إلى «شارع عبد الخالق ثروت» حيث يقع مبنى النقابة.
أما السبب الثاني، فيتعلّق بطبيعة المرشحين في دورة التجديد النصفي الأولى بعد تغيير قانون الانتخابات. خلال عهد مبارك، واجه ضياء رشوان ــ بوصفه مرشّح المعارضة ــ مكرم محمد أحمد المحسوب على نظام مبارك. وها هو يطرح نفسه مرة ثانية في انتخابات النقابة، لكن بعدما صنّفه زملاؤه باعتباره محسوباً على العسكر بعد الثورة. أما عبد المحسن سلامة وكيل النقابة في المجلس قبل الأخير، فينظر إليه الناخبون باعتباره تابعاً لجماعة الإخوان، ما جعل التكهّن بالفائز بمنصب النقيب أمراً في غاية الصعوبة. اللافت في الحدث رفع لافتات كتب عليها «انتخبوا الشهيد» التي وضعها رفاق الصحافي الراحل الحسيني أبو ضيف في بهو النقابة، بعدما انطلقت دعوة لكتابة اسم الشهيد في خانة النقيب كتصرّف احتجاجي على تجاهل النقابة لقضيته والبحث عن قاتله. على مستوى مجلس النقابة وحسب القانون الجديد، خرج ستة من أعضاء المجلس الذي انتُخب قبل عامين بالقرعة، وطرحت مقاعدهم لاستحقاق جديد، تنافس عليه 47 صحافياً معظمهم جرّب حظّه ولم يوفّق في دورات سابقة. وتصدّر الصحافي اليساري خالد البلشي قائمة المرشحين بقوة لدخول المجلس إلى جانب حنان فكري، وعادل صبري، وعلاء طه، ورامي إبراهيم، وكارم محمود، وجمال عبد الرحيم. والأخيران من الأعضاء الستة الذين خرجوا حسب القرعة وقرروا الترشح مجدداً. وبعدما أخفق خمسة من صحافيي الإخوان في الفوز بأيّ مقعد في انتخابات 2011، تراجع الصحافيون المحسوبون على الجماعة الحاكمة عن الترشح في انتخابات التجديد النصفي. غير أن الصحافيين تداولوا في ما بينهم مجموعة من الأسماء المرشحة باعتبارها نفذت تفاهمات مع الجماعة التي لم تجرؤ على طرح مرشح علني لها لمنصب النقيب أو مقاعد المجلس الستة.



هجوم على الولي

ينصّ القانون على أنّه يجب أن يحضر نصف الصحافيين المقيدين إلى النقابة أولاً قبل الساعة الثالثة عصراً ثم تفتح صناديق الانتخاب حتى السابعة مساءً ويستمر الفرز لغاية منتصف الليل. نقابة الصحافيين هي التجمّع المهني الوحيد الذي ما زال عصياً على الإخوان المسلمين قبل الثورة وبعدها. كذلك لم يحقق الإسلاميون أغلبية في مجلس النقابة على الإطلاق، فيما النقيب الوحيد المحسوب على الإخوان هو ممدوح الولي. دخل الأخير التاريخ باعتباره الوحيد الذي لم ينافس في دورتين متتاليتين. وتعرض الولي أمس لهجوم من زملاء الصحافي الراحل الحسيني أبو ضيف الذين اتهموه بالمشاركة في مخطط سيطرة الإخوان المسلمين على المؤسسات القومية والتخاذل في قضية الحسيني.