للمرة الأولى، ستفضح قناة «المنار» كيف خطّط الشهيد عماد مغنية لبعض العمليات الاستشهادية التي قام بها «حزب الله»، وكيف وجّه المقاومين خلال الحروب الإسرائيلية المتكررة على لبنان. الرجل الذي عاش لغزاً حيّر العالم، يعود هذا المساء بتسجيل صوتي نادر يستمر لدقائق معدودة، سينتظره الأعداء قبل الأصدقاء، والخصوم قبل المؤيدين. يتزامن عرض العمل مع ذكرى «القادة الشهداء»؛ الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي (1952 _ 1992)، والشيخ راغب حرب (1952_ 1984)، وبعد أيّام على الذكرى الخامسة لاستشهاد مغنية (1962 _ 2008). في الشريط الحواري الذي ينقسم إلى جزءين ويحمل عنوان «القادة الشهداء»، تستحضر «المنار» واقع المقاومة ومستقبل الصراع مع العدو الإسرائيلي. يتضمن الجزء الأول بعض التفاصيل الجديدة عن كل من الموسوي وحرب، فيما تراهن على الجزء الثاني الذي يتمثّل في بعض تعليمات «الحاج رضوان» للمجاهدين، إضافة إلى مقتطفات من شهادات مسؤولين أمنيين إسرائيليين فيه.
على مدى50 دقيقة، صوِّر العمل في «معلم مليتا للسياحة الجهادية» الذي يتضمن مسرحاً حربياً على مساحة مفتوحة تغطي موقع «مليتا العسكري» السابق الواقع في منطقة إقليم التفاح (جنوب لبنان)، علماً بأنّ الأخير شكّل أحد أبرز المواقع الاستراتيجية للحزب في الحرب مع إسرائيل. استقبل معدّ الشريط الصحافي عباس فنيش في عمله كلاً من النائب عن «حزب الله» نوّاف الموسوي، والكاتب الصحافي الأردني ناهض حتر، وتطرقوا إلى واقع المقاومة الحالي وآفاقها المستقبليّة.
هنا يعود صاحب البرنامج الوثائقي «وما عرفوه» (الأخبار 16/2/2012) الذي قدم شهادات عن أشخاص التقوا مغنية من دون أن يعرفوه، إلى سيرة الشخص اللغز نفسه. يستحضر صوته وكيفية تحديده أهداف المقاومة، والمواءمة بين الهدف والتأهيل والإعداد، ثم الجهوزية الروحية للمقاومين. ويكشف فنيش لـ«الأخبار» أنّ الحلقة «تتضمن أكثر من مفاجأة، أولاها صوت الحاج رضوان، ثم نظرة الرعب التي كان يسبّبها لبعض القادة الإسرائيليين والأميركيين الذين وضعوا على عاتقهم مهمة تعقبه والتخلص منه»، إضافة إلى «اعترافهم بالأمر في برنامج وثائقي خاص عرض لمرّة واحدة على القناة الثانية الإسرائيليّة». هكذا، يتحدث أحد كبار المسؤولين السابقين في «وكالة الاستخبارات الأميركية» روبرت باير الذي أجهدته ملاحقة مغنية من دون جدوى، فبدا كمن يلاحق سراباً طيلة حياته، ولم يفلح في اعتقاله. ومن ثم يظهر الرئيس السابق لهيئة الأركان الإسرائيلية أمنون شاحاك، وعميل سري لم تكشف شخصيته في الشريط الإسرائيلي.
وفيما ينهمك فنيش في الإعداد لبرنامج وثائقي جديد عن مغنية بعنوان «الحاج فلسطين»، يتوقف عند فيلم الليلة (إخراج محمد ناصر الدين)، مؤكداً أنه يتضمن تقريراً مصوّراً بعنوان «بفضلكم نحيا بشرف»، أعدّه المخرج حسن عبدالله خصوصاً للحلقة، وهو تقرير صامت عن القادة الشهداء.
يتحدث فنيش باندفاع وثقة عن الشخصيّة التي تشغله، ولا يخفي حلماً يراوده، يؤمن بأنه سيتحول إلى واقع قريباً. يضيف الشاب العشريني أنّه «ما دامت قناة المقاومة والتحرير تثق بعملي، فسنتمكن من إعداد وثائقي ضخم عن الحاج رضوان أو فيلم يخلّد ذكراه»، مشدداً على أنه رغم أن حلقة الليلة «تأخذ طابعاً حوارياً لا وثائقياً، إلا أنّها تتميز بإيقاع سريع، يجعل المشاهد متحمّساً لمتابعتها». بعد «لو هزم حزب الله» الذي اختصر الحروب الإسرائيلية على العرب، وكيفيّة مواجهتها، تقدّم «المنار» اليوم نموذجاً مختلفاً لشخصيّة استثنائيّة ما زالت تشغل العالم حتى بعد استشهادها.

«القادة الشهداء» 20:30 اليوم على «المنار»