يوثّق كتاب «جدران 14 فبراير... غرافيتي ثورة البحرين» فنياً للكتابات والشعارات المطبوعة على الجدران منذ اليوم الأول للثورة في 14 شباط (فبراير) 2010 حتى نهاية 2012. وقد جاء في المقدمة: «ثورة البحرين 14 فبراير، ليست متلفزة بالقدر الذي تلفزت به بقية الثورات، لكنها مطبوعة على جدران أهلها. الجدران أصدق من التلفزيونات لأنّها من غير أجندة سياسية ومن غير مال سياسي يتحكم في ما يظهر فيها (...) الثورة مطبوعة، حاضرة في الأرض، في الميدان، في الساحات، في جدران الناس الحقيقية والافتراضية. يرصد هذا الكتاب الثورة من خلال حركة الجدران، يرصدها وهي مجدرنة (Graffitied) أي وهي تكتب رسالتها على جدرانها». الجدران ساحات عامة يملكها الناس، يكتبون فيها بإراداتهم ما يريدون، شرعية الكتابة على الجدران مؤسسة على الشرعية الثورية، وقد أعطى 14 فبراير هذا الشرعيةَ بخروج الناس إلى دوار اللؤلؤة. من هذه الشرعية، يتحدث أحد نشطاء الغرافيتي البحريني «نقول للنظام، سوف نكتب كل شعار يحلو لنا، ولكن بكل أدب وافعل ما تريد، ستقوم بالمسح وسوف نكتب من جديد، تلاحقنا ونحن نكتب سوف نرجع مرات أخرى ونخط الحائط من جديد حتى نحصل على ما نريد».
غرافيتي جدران البحرين يمتاز بتعدد طبقاته الصباغية واللونية بسبب المحو والإثبات، والغرافيتيون بعفوية جنونهم يضفون بتحديهم جواً جمالياً على الجدران من خلال هذه اللعبة، وهم دائماً في عجلة من أمرهم، يستعجلون سقوطه ليلونوا الجدران من جديد.