في أحد مشاهد فيلم Surviving Picasso (1996) للمخرج جايمس ايفوري، يسأل مودلياني عدوّه اللدود بيكاسو: «كيف تضاجع امرأة مكعّبة؟». بغض النظر عن الغيرة بين الفنان البوهيمي والمعلم الاسباني، إلا أنّ موديلياني العاطفي الرقيق الذي جعل امرأته جان ملهمته، كان نقيض رائد التكعيببة الذي دفع امرأتين في حياته إلى الجنون، وأخريين إلى الانتحار، ونظر دوماً إلى «المرأة بوصفها خليطاً من الأشكال والألوان». الحبّ ذلك الكلب الآتي من الجحيم كما قال الشاعر الملعون بوكوفسكي، ما انفك يعود إليه الشعراء والكتّاب والأدباء والفنانون وعلماء النفس والفلاسفة... وكثيرة هي شخصيات الملاحم والأساطير التي ألهمت هؤلاء من تريستان وإيزولده، مروراً بإيروس إله الحب الشهواني، وصولاً إلى المحارب أوديسيوس وآلهة الحبّ فينوس. في الفنون، لعلّ من أشهر لوحات الحبّ هي «القبلة» (Il Bacio) للإيطالي فرانشيسكو هايز (1791 ــ 1882) الذي يعتبر رائد الرومانسية في منتصف القرن 19 في ميلانو. هذه اللوحة المرسومة عام 1859 تكاد تكون الأشهر لهايز، تتجسّد فيها معالم الرومانسية الإيطالية وفكرة الانبعاث.
«اختطاف سايكي» (L›abduction de la psyché) لوحة زيتية رسمت على القماش للفرنسي إميل سينيول (1804ــ1892) تظهر «سايكي» الفاتنة في الميثولوجيا الإغريقية التي لطالما صوّرت مع جناحي فراشة، وهي زوجة إيروس ووالدة هيدون رمز الشهوة. وعلى الرغم من أنّ سينيول عايش الفترة الرومانسية وتأثر بها، إلا أنّه لم يستطع التخلي عن الانطباعية. وفي استعراضنا للوحات عن الحب، لا بد من أن نمر على «ولادة فينوس» (Nascita di Venere) التي جسّد فيها الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي (1445ــ1510) عام 1486 الإلهة فينوس إثر خروجها من البحر. علماً أنّ اللوحة معروضة في معرض «أوفيزي» في فلورنسا. عايش بوتيتشيلي عصر النهضة، منجزاً العديد من اللوحات للعذراء مريم، ومجسداً التيمات الدينية أو الميثولوجية، فيما اعتمد على زخارف الأرابيسك لتزيين لوحاته. والعشق في الفنّ لا يكتمل من دون «العاشقان» (Les Amants) التي أنجزها السريالي رينيه ماغريت (1898 ــ 1967) عام 1928. تعددت تأويلات اللوحة التي تصوّر حبيبين يقبّلان بعضهما وكل على رأسه قطعة قماش رغم اتفاق الجميع على ارتبطها بالحب والموت. «القبلة V» (1964) أو The KissV هي النسخة الخامسة من سلسلة لوحات كوميكس حملت الاسم نفسه كانت أوّلها عام 1962 شهرت الأميركي روي ليختنشتاين (1923 – 1997) في الساحة الفنية. تجسّد مجموعة اللوحات قبلة حارة بين عاشقين على مشارف الفراق أنجزها أحد أبرز رسامي الـ«بوب آرت» الأميركيين. أخيراً، نصل إلى «القبلة الأولى» (Le Premier Baiser) (1873) للرسام الفرنسي ويليام أدولف بوغرو (1825 ــ 1905). تعتبر تسمية «القبلة الأولى» خاطئة لأنه أطلق عليها أساساً اسم L›Amour et Psyché, enfants (أو «كيوبيد وسايكي في الصغر») وهي تحاكي قصة الطفلين وفق رواية الكاتب لوكيوس أبوليوس.