ما الذي يميّز بين ثلاثي باسل رجوب (1981 ــ مواليد حلب) والفرق الأخرى؟ لعلّه الساكسوفون، الآلة التي انتقل اليها رجوب بعد تخليه عن الترومبيت. التناغم بين الساكسوفون والقانون والإيقاع هو ركيزة الفرقة التي تستعد لتقديم حفلتها الثانية في لبنان كثلاثي. في الأصل، كانت الفرقة رباعياً يتضمّن كونترباص، إضافة الى الآلات الحالية، لكن تبيّن للعازفين أنّ حصر العزف بالآلات الثلاث ملائم أكثر للتوجّه الذي اتخذته موسيقاهم.
بدأ مشوار باسل رجوب (ساكسوفون) وفراس شهرستان (قانون) وخالد ياسين (إيقاع) قبل عام ونصف عام، ليثمر أخيراً ألبوم «آسيا». في لقاء مع «الأخبار»، تحدّث رجوب عن المشروع: «أعرف فراس منذ زمن وقد درسنا في المعهد الموسيقي العالي في دمشق وعزفنا معاً في بعض الحفلات. كنت بحاجة الى آلات قرع في ألبومي الثاني هذا (لرجوب عمل منفرد آخر أيضاً)، تضفي عليه الاسلوب الشرقي. لم أجد موسيقياً مناسباً أكثر من خالد لأنّ أسلوبه قريب مما كنت أفكّر فيه». أما شهرستان، فيصف التجربة بـ «ورشة عمل. باسل مؤلف كل المقطوعات، لكن لكل منا نظرة مختلفة وضعها في هذه التيمة الجديدة، مستفيداً من خلفيته الموسيقية. وصلنا الى صيغة معينة وإنجاز ألبوم بهذا الاتجاه».
لكل من الموسيقيين الثلاثة تجاربه الخاصة مع فرق أخرى. «لكن الأمر مختلف في هذا الالبوم» يقول رجوب قبل أن يضيف: «فراس مثلاً يملك مساحة أكبر ليؤدي مقاطع منفردة، وفي الوقت عينه، فالصوت الذي ينتج من عزف الآلات الثلاث معاً مختلف وجديد». عزف رجوب على الساكسوفون لا يأتي بالطريقة التقليدية كما يقول، بل بتناغم مع الموسيقيين الآخرين. أما في نظر شهرستان، فـ «ليس سهلاً التناغم بين الساكسوفون والقانون. وتكمن الصعوبة في تجنّب التنافر في الأصوات. عليّ أيضاً التبديل في طريقة عزفي التقليدية على على القانون. مع هذه المجموعة، للقانون دور آخر، أحاول أحياناً أيضاً أن أؤدي مكان الـ «دبل بايس» والآلات الوترية الأخرى وأن أرافق خالد في الإيقاع. أبحث عن صيغة مختلفة للتوصل الى توازن. الأمر تطلب الكثير من التمارين كي يتعوّد أحدنا الآخر». في هذا الصدد، يؤكد ياسين: «يملك باسل مقاربة خاصة للعزف. ليس عازف جاز ولا عازفاً شرقياً. لديه اتجاه خاص به في التأليف والارتجال. ونحيطه أنا وفارس. للقانون دور إيقاعي أساسي هنا في المرافقة وتركيبة الايقاع، إضافة الى دوره في تآلف الاصوات واللحن. أما دوري، فلا يقتصر على مقاربة إيقاعية جافة، بل أميل الى التفاعل مع الموسيقى، وأطرح أسئلة فنية كثيرة عن الايقاع. فارس وأنا نشارك في تركيب التوزيع وإخراج الموسيقى نوعاً ما». ياسين الذي ترك المعهد الموسيقي بعد سنتين من دخوله إليه أراد سلك اتجاه آخر. «علّمت نفسي وكان الامر أكثر فعالية من المعاهد الموسيقية». أسس شركة «إديكت ريكوردز» التي أنتجت ألبوم «آسيا». يشرح ياسين: «تهتم الشركة بإنتاج الموسيقى الآلاتية. قد ننتج ألبوماً غنائياً، لكن شرط أن يكون من يغني يؤدي بمنطق الآلة. ليس هناك من شركات متخصصة في هذا المجال. وهذه هي الموسيقى التي أحبها». يضمّ ألبوم «آسيا» 8 معزوفات متنوعة، بين مقاطع منفردة وأخرى مشتركة، كما يتضمّن التأليف نفساً جديداً. ويضيف شهرستان: «هو عزف شرقي بنظرة مختلفة. أنا كعازف آلة شرقية، ميّال إلى الشرقي، وفي المقابل، من الطبيعي أن يميل باسل الى الغربي، لكننا نعيش في البلد نفسه، ومن الجميل مزج النمطين. هي تجربة في النهاية، ولن يكون المزج بين القانون والساكسوفون قاعدة نسير عليها دائماً».

ثلاثي باسل رجوب: 8:30 مساء اليوم ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ــ للاستعلام: 03/555349 ـ 01/753011



متعة العزف في بيروت

يتمنّى باسل رجوب ألا يكون هذا التعاون الأخير بين الموسيقيين الثلاثة، نظراً الى التناغم الظاهر والى الخط الجديد الذي تمكنوا من التوصل اليه، لكن هل سيكون هناك تعاون قريب على ألبوم مماثل في المستقبل؟ «الأمر صعب بعض الشيء» يجيب رجوب شارحاً: «استغرق العمل على هذا ألبوم «آسيا» الكثير من الوقت. في المقابل، أتمنى أن نركّز أكثر على إقامة الحفلات. ولا شك في أنّني سأظل أؤلف الموسيقى لهذا الثلاثي. أصبحت أحب العزف في بيروت وهو ألبومي الثاني الذي أصدره من هنا».