دعا «المعهد الوطني العالي للموسيقى» (الكونسرفتوار) إلى أمسيتين، واحدة شرقية تحييها هذا المساء «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية» بقيادة أندريه الحاج، وأخرى كلاسيكية غربية تحييها مساء غدٍ «الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية» بقيادة لبنان بعلبكي.
تتوجه الأمسية الأولى إلى جمهور الطرب العربي، وتحديداً إلى محبي الملحن والمطرب السوري الأصل، الراحل فريد الأطرش. هذا الموعد هو حلقة من سلسلة أمسيات تهدف إلى إعادة الاعتبار إلى رموز الفن العربي في القرن العشرين. بالأمس، تمحور اللقاء حول وديع الصافي، واليوم فريد الأطرش، وفي الأشهر المقبلة يُكرَّم الموسيقار محمد عبد الوهاب وغيره. الأوركسترا التي يتولى قيادتها عازف العود اللبناني أندريه الحاج تقدِّم هذا المساء برنامجاً يحوي إعداداً لأشهر ما لحَّن فريد الأطرش، مثل «ارحمني وطمّني»، و«يا حبايبي يا غايبين»، و«قلبي ومفتاحو»، إضافة إلى «بقى عايز تنساني»، و«لَكتب ع وراق الشجر»، فضلاً عن أشهر ما لحن لشقيقته أسمهان، من بينها «ليالي الأنس في فيينا». يشارك في أداء هذه الأعمال المطربون نهاد طربيه، وجوزيف عيسى، وفابيان ضاهر، وجوقة «خالد بن الوليد» (التابعة لجمعية المقاصد الخيرية)، بمشاركة الموسيقيين أنطوان خليفة، وميشال فاضل، وإيلي حردان، الذين تولوا الإعداد والتوزيع الموسيقي.
من جهة ثانية، تحيي «الأوركسترا الوطنية الفلهارمونية» أمسية مميّزة مساء غدٍ، يضم برنامجها ثلاثة أعمال أساسية من الربيرتوار الكلاسيكي/الكلاسيكي، أي التابع إلى الحقبة الكلاسيكية (النصف الثاني من القرن الثامن عشر) في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الغربية.
وإذا كان النقاش وارداً بالنسبة إلى فريد الأطرش الذي تتضارب آراء الجمهور حوله، فالإجماع مطلقٌ حول قيمة الأعمال التي ستؤديها الأوركسترا الوطنية، أقله بالنسبة إلى العنوانيْن اللذين اختارهما قائد الأوركسترا اللبناني الشاب لبنان بعلبكي من ترسانة موزار، وهما: افتتاحية أوبرا «زواج فيغارو»، والـ«سيفونيا كونشرتانتِه» للكمان والفيولا والأوركسترا. العمل الثالث على البرنامج هو السيمفونية الأولى لبيتهوفن التي تنتمي إلى الفترة الكلاسيكية من حياة المؤلف الألماني. يُعتبر هذا العمل من الفئة الثانية أو حتى الثالثة بين سيمفونيات بيتهوفن، لذا لا إجماع حول قيمته الفنية، بخلاف تحفتيْ موزار المذكورتيْن. وهنا نتكلم فقط عن الأهمية الموسيقية لناحية التأليف. أما الأداء، فتلك مسألة أخرى ومهمة صعبة تقع على عاتق قائد الأوركسترا، ثم الأوركسترا فالعازفيْن المنفرديْن: سورين أورليا (كمان) وكاتالينا روبا (فيولا).