تتواصل الردود على إعلان «قانون اللقاء الأرثوذكسي» الذي تبثه OTV. بعد فيديو «هيدي هويتي» (الأخبار 18/1/2013)، انهمرت سلسلة أفلام على يوتيوب توصل الرسالة بثوان معدودة وبلغة حية مستوحاة من الشارع اللبناني في بعض الأحيان. ليل أول من أمس، ولد إعلانان، أو ما يعرف بـ Spot، تحت عنواني «الكوكب روكب» (قانون البروكسي دوكسي) و«يا قانون الفرزلك» وهما ثمرة تعاون بين الشاعر والمخرج علي زراقط، والشاعر يحيى جابر، والمخرج حسين غريب مع أداء فنانين ومغنين وناشطين لبنانيين.

انطلق الاعلان الأول من النقطة الأساسية التي شدّد عليها «قانون اللقاء الأرثوذكسي»، وهي انتخاب كل طائفة لنوابها.
من هذه الفكرة، بدأ كل واحد في «الكوكب روكب» يعرّف عن نفسه حسب «هويته»، وهنا المفاجأة. فقد حضرت هويات لم نصادفها سابقاً، وأبطالها «سلفي ملحد، اسماعيلي يهودي، من زحل الفوقا، بوذي بار، ماجوسي كاثوليكي». تلك الهويات رافقتها بعض الحركات الجسدية للتعبير عن رفضها، مثل حمل تفاحة أو برتقالة أو تحويل موزة إلى مسدس قاتل، وأخيراً هناك حركة الإصبع التي شُهرت دليلاً على رفض القانون الطائفي وتقسيم الناس وفق هوياتهم المذهبية.
يرى علي زراقط أنّ الاعلانين جاءا كردّ فعل على ما يحصل اليوم من جرّاء ترويج قانون طائفي للانتخابات، و«هذا الامر أصبح موضة يسهل التحدّث عنها كأنها أمر عادي». لا ينسى زراقط أن «قانون اللقاء الأرثوذكسي» سيّئ للغاية، لكن يرى أنّ «ما زاد الطين بلّة هو الاعلان الذي يروّج للقانون، وقد بثته بعض وسائل الاعلام وكان طائفياً إلى أقصى الدرجات».
لا يجد زراقط في «حركة الاصبع» أمراً غريباً، بل يرى أن اللبناني كل يوم يتلقى مثلها من السياسيين بسبب مواقفهم وتصريحاتهم وشتائمهم التي لا تنتهي.
يصنّف الشاب تلك الحركة بأنها تأتي في إطار السخرية من الوضع الراهن، وهي «جاءت في موقعها لأنها خير دليل على واقع مؤلم نعيشه». يلفت زراقط إلى أنّ الاعلانين طرحا على يوتيوب فقط، ويشكّ في جرأة القنوات التلفزيونية على عرضهما، لأن غالبية «الوسائل الاعلامية في لبنان مدعومة من رجال سياسة يرون مصلحة في اعتماد القانون الطائفي». في جعبة الثلاثي أعمال أخرى ضد مشروع قانون الانتخابات الطائفي، وهم يستعدون لإطلاق «هدية» ثالثة قريباً من العيار نفسه.
وبالعودة إلى «يا قانون الفرزلك»، فقد تفنّن يحيى جابر بالأحرف والكلمات. ظهر الشاعر وحده في الاعلان، كأنه يلقي خطاباً مصيرياً، وقد رافقته موسيقى هادئة ارتفعت مع حدّة توتره.
يقول الاعلان «يا قانون الفرزلك حاجي تفرز وتفرزل وتفرزلك. هيدا البلد مش ملك بيّك، خيّك أختك (...) هيدا البلد مش لمذهبو ومذهبن ومذهبك». بدا «يا قانون الفرزلك» جدياً وجامداً أكثر من الأول، إذ طغت الحركة والجرأة على «الكوكب روكب». إذاً، موجة إعلانية مضادة تقف في وجه الاعلان الذي يروّج لمشروع «قانون اللقاء الأرثوذكسي»، فمن ينتصر في النهاية؟