تونس | انسحب وفد «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين» المشارك في مؤتمر «اتحاد الصحافيين العرب» في القاهرة أول من أمس مع دخول الرئيس المصري محمد مرسي الى قاعة الاجتماع. انسحاب الوفد كان «مساندة للصحافيين المصريين ضد آلة القمع التي يمثلها الاخوان في مصر» وفق نقيبة الصحافيين التونسيين نجيبة الحمروني. أيمن الرزقي عضو المكتب التنفيذي للنقابة أكّد أنّ الصحافيين سيقاطعون زيارة مرسي الى تونس في ١٤ الحالي في الذكرى الثانية للثورة التي قادت حركة «النهضة» الاسلامية الى الحكم.
وفي السياق نفسه، أكد المنجي الخضراوي الكاتب العام لنقابة الصحافيين لـ «الأخبار» أمس أنّ المكتب التنفيذي سيجتمع بعد عودة الوفد من القاهرة ولم يستبعد دعوة الصحافيين التونسيين الى مقاطعة زيارة مرسي من باب التضامن مع الصحافيين المصريين. من جهة أخرى، جدّد أعضاء من المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين دعوتهم الى وقف ملاحقة المدونين والصحافيين بعد فتح تحقيق ضد المدونة ألفة الرياحي والصحافية في جريدة «الشروق» منى البوعزيزي بعد كشفهما عن ملفات فساد تتعلّق بالمال العام، وضد موقع «نواة» بتهمة «نشر أسرار ما زالت محل بحث أمني». وكانت الرياحي قد كشفت عن وثائق تدين وزير الخارجية رفيق عبد السلام بوشلاكة، صهر زعيم «النهضة» راشد الغنوشي بالإقامة على حساب وزارة الخارجية. وشكّلت هذه القضية التي كشفتها الرياحي في الأيام الأخيرة من ٢٠١٢ قضية رأي عام، ما دفع وزير الخارجية الى مقاضاة المدونة التي وجهت اليها النيابة سبع تهم من بينها «نشر اخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام». وقد استمع قاضي التحقيق لوزير الخارجية فيما أجّل الاستماع الى الرياحي الى ١٥ الجاري ومنعها من السفر. واعتبرت الرياحي عبر فايسبوك أنّ الدعوى المرفوعة ضدها سياسية تهدف إلى زرع مناخ الخوف لبناء ديكتاتورية جديدة. وعبّرت عن استعدادها لما سيترتب عن الوثائق التي نشرتها. من جهة أخرى، فتحت النيابة في «المحكمة الابتدائية» في تونس أمس تحقيقاً ضد موقع «نواة» بتهمة نشر أسرار ما زالت محل بحث. وكان الموقع الشهير في تونس منذ الثورة فضح كواليس المطبخ السياسي عبر نشره تحقيقاً عن صلة تجمع عناصر من «النهضة» برجل الأعمال فتحي دمق الموقوف على ذمة التحقيق بتهمة تكوين عصابة وشراء أسلحة لاغتيال واختطاف سياسيين واعلاميين ورجال أعمال. وأكّد الموقع أنّ عناصر من «النهضة» أسسوا تنظيماً موازياً لوزارة الداخلية على صلة ببعض الأمنيين في الوزارة. لكن الأخيرة نفت ما ذكره الموقع. هكذا، عشية الذكرى الثانية للثورة، يواجه الصحافيون معارك جديدة من أجل الحرية.