ممثلة ثلاثينية معتزلة في «محكمة الإرهاب». تبدو كأنّها خسرت كثيراً من وزنها فيما تaرك الاعتقال ملامح الخوف على وجهها. يقرّر القاضي سجنها خمس سنوات بتهمة «تمويل الإرهاب والترويج له». ليس ما سبق مشهداً سينمائياً! بل حدث ذلك فعلاً في محكمة الإرهاب في دمشق، حيث صدر الأربعاء حكم بالسجن 5 سنوات على سمر كوكش (1972). وكانت الممثلة السورية قد أوقفت في كانون الأوّل (ديسمبر) 2013، وبقيت معتقلة في أحد الفروع الأمنيّة.
قبل شهور قليلة نقلت إلى «سجن عدرا المركزي» من دون الكشف عن السبب الحقيقي لاعتقالها، الذي بقي يكتنفه التعتيم لمدة عام تقريباً. سمر كوكش ابنة الممثلة الراحلة ملك سكر، والمخرج علاء الدين كوكش، الذي لم يدل بأي تصريح طوال فترة اعتقالها.
خرجت سمر كوكش من دائرة الضوء بعد اعتزالها التمثيل وارتدائها الحجاب، الأمر الذي ترك شيئاً من المرارة والأسف في الوسط الفنّي. فالذين شاهدوا نجمة «الثريا» (1997 ــ تأليف نهاد سيريس، وإخراج هيثم حقي) على المسرح، يجمعون على براعتها وتميّزها. وكانت موهبتها قد تجلّت منذ تأديتها دور البطولة في مشروع تخرّجها من «المعهد العالي للفنون المسرحية»، أي مسرحيّة «خادم سيدين» الذي أشرف عليه وأخرجه جمال سليمان عام 1995. بعدها، توالت أدوارها في مسرحيات ومسلسلات عدّة، وتمكنت من العمل مع أبرز نجوم الدراما السورية في تلك المرحلة، قبل أن تختار التفرّغ لعائلتها، وللدوبلاج الذي لمعت فيه... واحتلت مكانة مميزة في قلوب الأطفال الذين حفظوا صوتها تحديداً عبر شخصية «ران» في مسلسل «المحقق كونان». لم تُسّجل سمر كوكش سوى إطلالة فنية وحيدة بحجابها، وذلك عام 2008 في مسرحية «احتفال عائلي»، إعداد وإخراج عبد الكيلاني عن نصّين أدبيين لجورج غلو وألكساندر توماس.
فور صدور خبر الحكم على الممثلة السورية المعتزلة، انتشرت موجة تضامن واسعة عبر السوشال ميديا، وخصوصاً في أوساط الفنانين السوريين المعارضين. كتب المخرج هيثم حقي على فايسبوك: «سمر التي أحببتها كابنتي حُكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة تمويل الإرهاب!»، فيما قالت النجمة يارا صبري عبر صفحتها المخصصة للمطالبة بالحرية للمعتقلين: «سمر كوكش لم تحمل بارودة، ولم تحرّض، ولم تشتم».
يعدّ الحكم على كوكش سابقة فريدة من نوعها منذ بدء الأزمة السوريّة. إذا كان بعض الفنانين لم ينج من الاعتقال، فإنه لم يحدث قبل الآن أن حوكم فنان بناءً على قانون الإرهاب.