الخبر لم يسلم من سخرية روّاد فايسبوك، الذين رأوا أنّ الأمر لا يمكن أن يُناقش. أحدهم كتب على صفحته: «عارفين ليه الملحدين كانوا بياخدوا مشاريب ببلاش؟ عشان مش مؤمنين بالحساب!»، بينما علّق آخر: «هاتلي واحد حجر من سجّيل ببلاش لو سمحت عشان مش مؤمن بالحساب». كذلك، كتب مستخدم ثالث أنّه «في قهوة الملحدين الطلبات بتيجي بالصدفة، ما حدّش بيعملها. أو بيحصل انفجار بوتاغاز بينتج عنّه مشاريب بدائية بتتطوّر بعد كدة لشاي وسحلب وعنّاب»، ليرد آخر بجدية: «من دون تفاصيل، الخبر كوميديا سوداء، ولو فيه مسؤول بيفكّر بالشكل دا يبقى وجوده في منصبه أخطر من «داعش».
سخرية على مواقع التواصل من إقفال مقهى في القاهرةأتمنى أن تكون تسمية المقهى اجتهاداً صحافياً، وأن يتفرّغ المسؤولون لمواجهة الأخطار الحقيقية».
برامج التوك شو اهتمت بالخبر. وفيما انتقدت الغالبية القرار وطالبت رئيس الحي بالقيام بعمله، أكد آخرون أنّ المسؤول يجب أن يعمل وفقاً للقانون، لا أن يراقب الناس ويفتّش في نيّاتهم، وخصوصاً في مدينة تُعاني أزمات عدّة مثل القاهرة.
لا يمكن إخراج هذه الحادثة من السياق الذي يتعمّد وضع قضية الملحدين على رأس الأولويات في الفترة الأخيرة من الندوات التي تعقدها الوزارات والمؤسسات الدينية لمناقشة أسباب الإلحاد، إلى الفضائيات التي تستضيف ملحدين ومعهم مشايخ وقساوسة، ليصدر بعدها بأيّام تقرير «مرصد الفتاوى التكفيرية» التابع لدار الإفتاء (الأخبار 11/12/2014).
من جهته، يرى الباحث ومسؤول برنامج حرية الدين والمعتقد في «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، إسحاق إبراهيم، أنّ الأمر يندرج ضمن محاولة «خلق حرب وهمية للمزايدة على جماعات الإسلام السياسي، التي تتهم النظام الجديد بأنّه يحارب الدين. تريد أن تقول لهم نحن أكثر التزاماً بالدين منكم»، مشدداً على أنّ القانون المصري «لا يُجرّم الإلحاد، وإنّما يُعاقب من يعتنقونه بتهمة ازدراء الأديان».