بات يمكن القول إنّ شركة «سوني بيكتشرز إنترتاينمنت» وقعت في مأزق حقيقي أمام الرأي العام العالمي بعد حادثة اختراق بريدها الإلكتروني قبل أكثر من أسبوعين. القراصنة كشفوا وثائق سرية وساهموا في تحميل أفلام جديدة على الإنترنت بينها Fury. اليوم، تعاني الشركة الأميركية الشهيرة في مجال إنتاج الأعمال التلفزيونية والسينمائية وتوزيعها من مشاكل بالجملة، وخصوصاً مع مشاهير طاولتهم التسريبات، منهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، والممثلة أنجلينا جولي، علماً بأنّ بعض الوثائق المسربة تحوي بيانات سرية خاصة بالموظفين، وتفاصيل دعاوى قضائية.
خلال تبادلهما الرسائل الإلكترونية، حاولت نائبة رئيس مجلس إدارة «سوني» آيمي باسكال والمنتج سكوت رودين التكهّن بسخرية حول هوية الأفلام التي قد تروق أوباما، مستعرضين مجموعة من الشرائط الأميركية ــ الأفريقية. التكهنات جاءت في سياق استفسار باسكال من رودين عن السؤال الذي قد توجهه لأوباما قبيل حضورها فطوراً من تنظيم مدير شركة «دريم ووركس أنيمايشن» جيفري كاتزينبرغ، يحضره الرئيس الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. لائحة التكهنات شملت أفلاماً مثل «12 عاماً من العبودية»، و«دجانغو الطليق»، و»رئيس الخدم» و»فكّري كرجل»، علماً بأنّ هذه الأفلام هي إما من توقيع مخرج أسود أو تضمّ ممثلين أفريقيين أميركيين.
وُصفت أنجلينا جولي
بالـ«مدللة وعديمة الموهبة»

هذا الكلام، أثار حفيظة الرأي العام، وخصوصاً على تويتر. المغردون وصفوا هذه المراسلات بـ«العنصرية»، فيما تساءلت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية عن التبعات القضائية المحتملة لهذه المسألة.
وكانت باسكال قد اعتذرت عن مضمون التسريبات أوّل من أمس في بيان رسمي، معترفةً أنّه «غير لائق ويفتقر إلى الحساسية. لكنه ليس انعكاساً دقيقاً لشخصيتي». بدوره، اعتذر رودين عن كلامه في تصريح لموقع «ديد لاين ريبورتر». هذان الاعتذاران لم يعجبا كثيرين، أبرزهم المخرجة الأميركية شوندا رايمز التي اعتبرت أنّ ما قالته باسكال هو «تنميق للواقع لأنّ ما قيل عنصري بكل وضوح».
قبل ذلك، كُشفت مراسلات إلكترونية أخرى بين آيمي باسكال وسكوت رودين في شباط (فبراير) الماضي، تتعلّق بالنجمة الهوليوودية أنجلينا جولي. يؤكد رودين لباسكال أنّه «غير مستعد لتدمير مستقبله المهني بسبب شخص مدلل وعديم الموهبة. لا رغبة لديّ في التعاون معها في أي فيلم». وبرأي وسائل إعلام أجنبية، فإنّ موقف جولي مما سُرّب بدا واضحاً الأربعاء الماضي، يوم التقت باسكال. حاولت الأخيرة معانقة بطلة فيلم «ماليفسينت» التي بدت تعابير وجهها باردة (الصورة). وعوّل أهل الصحافة على الأيّام المقبلة لمعرفة تفاصيل الحديث الذي دار بين الثنائي.
كذلك، كان لمايكل فاسبندر نصيب من التسريبات. خلال الحديث عن هوية بطل الفيلم المرتقب عن حياة مؤسس شركة «آبل» الراحل ستيف جوبز (كان يُفترض أن تنتجه «سوني» قبل أن ينتقل المشروع إلى «يونفيرسال»)، قال المنتج مايكل دي لوكا في أحد الإيميلات إنّ الممثل الألماني ــ الإيرلندي «يشعرك بالسوء إذا امتلكت عضواً ذكرياً بحجم طبيعي».
يذكر أنّه تم تداول أخبار تفيد بأنّ «سوني» لجأت إلى القرصنة لاستعادة الملفات المسروقة، بعدما قدّر خبراء خسائرها بـ 100 مليون دولار أميركي.