القاهرة | أصبح حمور زيادة (37 سنة) أول كاتب سوداني يحصل على «جائزة نجيب محفوظ» التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة سنوياً في ذكرى ولادة «عميد الرواية العربية» (1911 ــ 2006). تسلّم حمور زيادة الجائزة أول من أمس عن روايته «شوق الدرويش» التي نشرتها «دار العين» في القاهرة هذا العام، علماً أنّه أيضاً أصغر الفائزين بالجائزة منذ انطلاقها عام 1996. ونال الفائز جائزة قدرها ألف دولار، مع ميدالية تحمل صورة محفوظ، على أن تترجم الرواية الفائزة من قبل دار نشر الجامعة الأميركية في القاهرة.
ومن المؤكد أنّ الجائزة ستغير حياة كاتبها الشاب المعروف جيداً في الأوساط الأدبية المصرية، إذ واصل نشر أعماله الابداعية في القاهرة بانتظام في السنوات الخمس الأخيرة، بدءاً من مجموعته القصصية «سيرة أم درمانية» عام 2008. لكن ارتباطه بدور مصرية طليعية مثل «ميريت» التي نشرت باكورته الروائية «الكونغ» (2010 ـ الأخبار 18/3/2011) جعله فاعلاً في الوسط الأدبي المصري. وتكرّر الاهتمام بأعماله مع نشر مجموعته القصصية «النوم عند قدمي الجبل» (ميريت 2014) وصولاً إلى روايته الفائزة التي نالت اهتماماً نقدياً لافتاً، وستحوّل اسم حمور إلى أحد طلائع الأدب السوداني الجديد، وربما تجعله كاتباً مكرساً في بلاده التي خرج منها بسبب مقالاته في صحيفة «الأخبار» السودانية.
ووفقاً لصفحته على «ويب كيبديا»، فقد تعرّض لانتقادات من التيارات المحافظة والإسلامية في السودان بعدما نشر قصة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، واتهم بـ«خدش الحياء العام». وبعد التحقيق معه، تعرض منزله للاقتحام وأحرق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عما حدث بشكل رسمي.
خلال كلمته القصيرة في احتفال تسلّم الجائزة أول من أمس، أظهر حمور زيادة احتراماً بالغاً لرمز الأدب السوداني الطيب صالح، أكثر كتاب السودان شهرة. كما ربط مشروعه الروائي بعمل يوسف ادريس وجهد نجيب محفوظ. وقال إنّ روايته الفائزة «حاولت أن تقدم حكايات بلاد الرجال ذوي الوجوه المحترقة.
تعرّض لانتقادات
من التيارات المحافظة والإسلامية في السودان
حكاياتهم ومعاناتهم وأحلامهم وهزائمهم وأساطيرهم، وسعت إلى كسر حواجز الوحدة. أن تقدم شيئاً من الونس لقارئها، وتلقي بوجداننا السوداني المخضب بالأساطير مع وجدان الجماعة الإنسانية». وتشكلت لجنة التحكيم من تحية عبد الناصر، رشيد العناني، شيرين أبو النجا، منى طلبة، المترجم همفري ديفيز. وأوردت اللجنة في بيانها أنّ «رواية «شوق الدرويش» تتألق في سردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية» في نهايات القرن التاسع عشر في السودان. ووفقاً للجنة، فإنّ الرواية «تصوّر الدمار الذي سببته الانتفاضة المهدية وهي حركة دينية متطرفة عنيفة. وتمثّل الرواية تجسيداً قوياً للمشهد الحالي في المنطقة حيث تعمّ الفوضى نتيجة التطرف الديني».
ورغم اشتغالها على حدث تاريخي يخصّ اندلاع الثورة المهدية في السودان نهاية القرن الـ 19، إلا أنّها تظهر صراعات هويات عدة قاتلة وتشكلها على خلفية تاريخية معقدة بسبب طبيعة الصراعات الإقليمية والدولية، لكنها تنشغل بقصة حب بين العبد بخيت، وثيودورا ذات الأصل اليوناني، وتمثل قصة الحب المحرك الرئيس للسرد داخل الرواية.
وقبل حمور زيادة، نال الجائزة كتّاب يمثلون معظم الدول العربية منهم الفلسطينيان مريد البرغوثي وسحر خليفة، واللبنانية هدى بركات، والمغربي بنسالم حميش، والجزائرية أحلام مستغانمي، والعراقية عالية ممدوح، والمصريون إدوار الخراط، وإبراهيم عبد المجيد، ويوسف أبو رية، وأمينة زيدان، وميرال الطحاوي، والسوريان خليل صويلح وخالد خليفة الذي نالها العام الماضي.