لم يفارق أيمن رضا دمشق القديمة حتى أيام الرخاء. عندما هجّ زملاؤه إلى «مشروع دمر» و»قرى الأسد» ليستقرّوا في أماكن راقية، بقي الكوميديان معتصماً بحارته الشامية «مادنة الشحم» حتى إنه يطلب من الصحافيين والأصدقاء الراغبين في مقابلته أن يوافوه إلى هناك. لا يركب صاحب «بقعة ضوء» سيارة إلا في ما ندر، لأنه يفضّل التنقل إمّا على دراجته الهوائية أو الناريّة تجنبّاً لازدحام السير والزواريب الضيقة.
منذ فترة، حكى «أبو همام» لـ»الأخبار» عما يعانيه المجتمع السوري، وكيف بات أكثر قهراً نتيجة الضغط الذي يعانيه، مضيفاً: «كثرت نسبة المجانين حتى بتنا نشاهد كيف يمكن لشخص أن يفقد عقله تماماً أمامك». لكن الفكرة لم تمرّ بشكل عابر. قرّر نجم «الانتظار» الإفادة منها بشكل ما، على أن يكون استثمارها عبارة عن جرعة فرح ممزوجة بحسّ إنساني عال. راح النجم يتتبّع أثر مجموعة من الأشخاص البسطاء أو ممن يعانون من أمراض عصبية معينة. قرّر أن يجري معهم حوارات سريعة ويصورّها بكاميرا هاتفه الخلوي، ثم ينشرها على صفحته على الفايسبوك. في حديثه إلى «الأخبار»، يقول أيمن رضا: «قرّرت أن أنجز مسلسلاً من دون حاجة إلى شركات إنتاج تضع قوانينها وشروطها، وسيكون اسمه «كيفك إنتَ». وسيكون المشروع عبارة عن حوارات خاطفة مع مجانين دمشق الذين ألتقيهم في الشارع يومياً. أعتقد أنّ فكرته توازي مسلسل «بقعة ضوء» لأنه لم يسلّط الضوء على هذه الشريحة التي تتمدّد حالياً نتيجة ازدياد الضغط اليومي».
يقع في حبّ سلاف فواخرجي، فتستغلّه وتورّطه في قضايا عدة


لكن، لماذا تطلق على هؤلاء اسم «المحلل السياسي» وتسألهم عن الوضع الحالي؟ يجيب «الهدف هو السخرية من المحلّلين السياسيين الذين يجعلهم الإعلام نجوماً ويحتلون جزءاً من يومياتنا. والغريب أنّ ما يحدث يصعّب على أيّ عاقل تحليله، وبرأيي أنّ هؤلاء الدراويش أهم بالنسبة إليّ من المحللين السياسيين، إضافة إلى التركيز على فكرة الخوف الذي لا يزال يعيشه الشعب السوري حتى بعد كل ما حدث. إن سألت شخصاً عما يحدث، ينفي معرفته بشيء». لكن هناك من اعتبر أنك تهزأ من الأشخاص البسطاء الذين تلتقي بهم وتستثمر وضعهم الصحي للسخرية وهو أمر مرفوض كلياً، يوضح رضا «ليستعن هؤلاء بما يساعدهم على الصمت، لأني كتبت على صفحتي الشخصية أنّ من ألتقيهم هم أصدقاء حقيقيون، كوني لا أملك أصدقاء في الوسط الفني. كما أن الكلام مع هؤلاء يمنحهم إحساساً بإنسانيتهم، وأظنّ أنه ليس من السهل فتح حوار معهم لأنه يحتاح إلى صبر ومهارات خاصة لا يمتلكها أيٌّ كان». أما عن جديده الذي سيقدمه في الموسم الدرامي المقبل، فقد انتهى رضا من تصوير دوره في مسلسلين: الأول «عناية مشددة» (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج أحمد إبراهيم أحمد)، والثاني «حارة المشرقة» (تأليف أيمن الدقر، وإخراج ناجي طعمي). وفي العمل الثاني، يلعب دور ميكانيكي سيارات يقع في غرام بطلة المسلسل (سلاف فواخرجي)، فتستغلّه إلى الحدّ الأقصى وتورّطه في أكثر من قضية. أما في «عناية مشددة»، فيجسد دور مطرب لا يقتنع بكل معطيات ومفردات الغناء الحديث، ويقرر الاعتكاف عند زمن الطرب الجميل. لكن قناعته تجعله يغنّي في مقهى للسكارى، ويتعرض للخطف من قبل جماعات تكفيرية ويطلبون منه إعطاءهم قوائم بأسماء أشخاص يعرفهم، لكنه يرفض. هاتان التجربتان لن تكونا الوحيدتين له في الموسم الرمضاني المقبل، إذ يؤكد الممثل أنه سيشارك في أحد مسلسلات شركة «سما الفن». ومن المحتمل أن تنجز له الشركة ذاتها جزءاً جديداً من سلسلة «بقعة ضوء» مع المخرج عامر فهد. وأخيراً، يكشف رضا أنه يتفاوض مع شركة abc السورية للعب دور رئيس في مسلسل كتبه أسامة كوكش، ويخرجه سمير حسين. والعمل يقارب قصة عائلات سورية تهدّمت بيوتها وهجِّرت لتسكن في الحدائق، ويرصد يومياتها ومعطيات حياتها الجديدة بعد حالة التشرّد التي تعيشها.