«مملكة السماء» و«سفر الخروج: آلهة وملوك» (يعرض قريباً) لريدلي سكوت، «وادي الذئاب» لسردار أكار، و«قراصنة الكاريبي» لغور فيربينسكي... تلك حفنة من الأفلام العالمية التي غيّرت بنسبة معينة أدوات غسان مسعود، على الأقل في التعاطي مع النصوص المحلية التي بات يقاربها بطريقة وسلوك أكثر عمقاً. أنهى النجم السوري أخيراً تجسيد دور المستشار الأكبر لرمسيس ووالده في تجربة عالمية جديدة هي «سفر الخروج: آلهة وملوك» للبريطاني ريدلي سكوت، ثم توجه إلى تركيا حيث دعي لتكريمه في «مهرجان الفيلم الصوفي» في مدينة بورصة.

هناك، كان يُفترض أن يلتقي الروائية التركية المعروفة أليف شافاق للحديث عن تحويل روايتها «قواعد العشق الأربعون» إلى فيلم من بطولة مسعود، على أن يجسد دور المعلم الصوفي شمس التبريزي. لكن اللقاء لم يتم لأن صاحبة «لقيطة إسطنبول» اضطرت للسفر إلى لندن لتواجه دعوى قضائية من سيدة بريطانية بتهمة سرقة أحداث هذه الرواية منها. على هذه الحال، تأجل إنجاز الفيلم لغاية الانتهاء من كل الإشكاليات والدعوى القضائية وفق ما يفيدنا مسعود في حديثه مع «الأخبار».
ويضيف: «سافرت إلى المهرجان التركي لنيل التكريم والتباحث بشأن هذه الرواية مع مالكي شركة إنتاج ضخمة هي «هارتلي فيلم». ويُفترض أن يجسد دور جلال الدين الرومي النجم الأميركي آل باتشينو». لكن هناك من أعلن تحويل الرواية إلى مسلسل بثلاثين حلقة؟ يرد نجم «حلاوة الروح» (رافي وهبي وشوقي الماجري): «الأمر يحتاج إلى موافقة الكاتبة وتنازل شخصي منها، وهذا لا يحصل مجاناً. أما بالنسبة إلى الفيلم، فالأمر يتم وفق هذه الآلية. ثم أظن أن مسلسلاً مماثلاً يحتاج إلى ميزانية ضخمة جداً، ولا تتوافر جهات مثل المحطات الكبرى لإنجازه، ولا أظنها أصلاً متحمسة لهذه المشاريع حالياً».
احتمال المشاركة في مسلسل
عن عائلة سورية مهجرة



من جهة ثانية، يوضح مسعود: «أحلم بتجسيد المتنبي في إنتاج عالمي، وقد أعددت فكرة عنه وكتب ملخصاً له الكاتب السوري محمود عيد الكريم. لكن لا يمكن التحدث عن المشروع جدياً إلا بعد توافر شركة إنتاج وبدء التخطيط العملي». سرعان ما تتدحرج كرة الحوار إلى السياسة والوضع الراهن في سوريا وفكرة التخوين التي تلاحق الفنانين.
يعلّق مسعود: «صارت المزايدات عنواناً مقيتاً للمشهد المتهالك، وصار توزيع الوطنيات يسبّب لي حساسية مفرطة». إذاً ما نفع تقديم فيلم عن «قواعد العشق الأربعون» والتصدي لمفاهيم فلسفية قديمة تتناول وحدة الشعوب والأديان والفكر الصوفي في مرحلة التكفير والقصاص بضرب الأعناق على الهواء مباشرة؟ يرد: «هذا واحد من أهم الأسباب التي تجعلنا نقدم التصوف ضمن الخيارات المطروحة. علينا أن نقدم أعمالاً تحمل مفهوم الثقافة المجتمعية لنا وتقدم الفكر الإسلامي الحقيقي».
ثم يلفت إلى حدث في الرواية يحمل إجابة على تساؤلنا، فيشرح أنه «عندما قامت كيرا زوجة جلال الدين الرومي بصنع صورة لمريم من العجين بعد اعتناقها الإسلام، طمأنها شمس التبريزي بأنّها لم تكفر ولم ترتد لأنه يمكنها أن تصلي للمعنى لا للشكل».
وفي حديث آخر له، يقول التبريزي «لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله. لكل امرئ طريقته وصلاته الخاصة. إن الله لا يأخذنا في كلماتنا بل ينظر إلى قلوبنا».
وعندما نسأل عن جدوى تقديم المتنبي حالياً، يجيب: «من الضروري أن نقارع الغرب بشخصية مثل المتنبي التي تفوقت على شكسبير. لكن للأسف ليس هناك من يهتم إنتاجياً لهذه المشاريع». وعن الأعمال المحلية التي سيشارك فيها، يجيب النجم المقيم حالياً في بيروت بأنّه عاد لتوه من دمشق من دون حسم النقاش بشأن مسلسل جديد كتبه أسامة كوكش وسيخرجه سمير حسين ويحكي عن عائلة سورية مهجرة هدم منزلها، فاضطرت للسكن في الحديقة. هي عينة حقيقية جسدتها عائلات سورية كثيرة. لكن لماذا لم يحسم الاتفاق؟
يشرح مسعود: «لا يقيم المنتجون وزناً بأننا ننّحي أمننا الشخصي عندما نعمل في هذه الظروف، إذ لا يدخل في العقد أي بند يوضح تعويضات مستحقة في حال أصيب الممثل أو مات. كذلك، أوافق على العمل بثلث أجري المعتاد، لكن أجد نفسي مضطراً للدخول في مفاوضات تجارية باتت تتعبني وتضرب لي مزاجي».