أُفكّرُ في فَلَطِ الأبقار،أفكّرُ في بَعْرِ الماعزِ والأغنام،
أفكّر في روثِ البهائم والوحشِ ومَصْعِ الطيور ...
أفكّر وأقول:
ما أسعدَ الأرضَ بأبنائها !

.. ..
الآن، ما تحت الأرضِ خريطةٌ معكوسةٌ لِما فوقها:
محيطاتٌ وأنهارٌ من المجاريرِ والنَتاناتِ وروثِ الناس.
في الماضي (أيامَ نوح وأشباهِه مِن المتطوّعين البواسل)
كان يكفي بعضُ الشجاعةِ والحزم لتدبيرِ فُلْكِ النجاةِ، وإنقاذِ مخلوقاتِ الأرض من التهلكة.
الآن، يا ويلاه !
إذا فاضت هذه المخزوناتُ المشؤومةُ إلى فوق،
فمن هو الفدائيُّ الشهم الذي سيتطوّعُ لإنجازِ مثلِ هذه المهمّة؟ ..
الآن، إذا حدث ذلك،
لن نسمع (مِن أفواه المنقذين أو من أفواه الضحايا )
إلا هذه الصرخةَ اليائسة:
ياللرائحةِ النَتِنةِ الفظيعة !
يالرائحةِ الإنسان !
17/6/2014