فور ذكر اسم الممثلة اللبنانية رلى حمادة، نتذكّر أدواراً برعت في أدائها سواء في مسلسل «جذور» أو في «وأشرقت الشمس». آخر إطلالاتها التلفزيونية كانت في مسلسل «حلاوة الروح» للمخرج شوقي الماجري. أعمال حفظها المشاهد، لكنّ نجمة «تحالف الصبار» أرادت أخذ استراحة من الشاشة الصغيرة حالياً. لذا، قررت أن تطلّ في مسرحية «عودة الست لميا» (كتابة وإخراج جيرار أفيديسيان ـ راجع المقال أدناه) التي تعرض حالياً على خشبة «مسرح الجميزة» من الخميس إلى الأحد. تؤدّي حمادة هنا شخصية لميا الأربعينية التي تبحث عن نفسها.
وتشرح حمادة في حديث لـ «الأخبار» أنّ «لميا تقرر أن تهاجر وعائلتها إلى كندا. وبعد زواج أولادها، تعيش وحيدة مع زوجها، فتشعر أنّها ضائعة لأنها لم تجد نفسها في تلك البلاد». وتتابع: «تتطوّر حالة السيدة الأربعينية وتدخل في روتين العلاقة الزوجية المملّة، فلا تجد أمامها سوى الحائط لتتحدّث إليه وتشكو همومها. ذلك الحوار الجريء والمحزن يتضمّن كثيراً من المعاني، ويتحوّل الحائط إلى مخزن أسرار لميا». تشرح نجمة «فاميليا»: «تقرّر السيدة العودة إلى بيروت، فتتغيّر نظرتها إلى الأمور الحياتية، ولكنها تقع في حيرة: هل تعود إلى كندا أم تبقى في وطنها؟».
تعتبر أنّ الأعمال العربية
المشتركة تغني الدراما



تختصر حمادة حالة لميا النفسية بأنّها «في بحث دائم عن نفسها ومتطلباتها. وهو صراع بشريّ قائم منذ ولادة الإنسان وأحياناً لا يعرف نهاية». وعن مدى التشابه بينها وبين البطلة لأنها تزور كندا باستمرار، تجيب حمادة: «أنا لست مهاجرة بل أزور كندا دائماً، لكن الهجرة ليست بالضرورة ترك الوطن. غالبيتنا يعيش هنا وقلبه مهاجر في مكان آخر». تعود الممثلة إلى المسرح بعد غياب سنوات، لكن وضع المسرح حالياً لا يعجبها، فـ «جمهور المسرح خيّب أملي، لم يعد هناك جمهور في الأساس، لكن حبي لتلك المنصّة أرجعني إليها». لا تنكر حمادة وجود بعض الصعوبة في أداء بطولة عمل وحيدةً على المسرح، فـ «المهمّة ليست سهلة، ولا يمكن في هذه الحالة أن أضع اللوم على غيري عندما يقع أيّ خطأ ما في الأداء. أحمل كل شيء وحدي، ولكن اللافت أنّ تعاطف الجمهور معي كبير ويقدّم الدعم لي».
بالعودة إلى «عودة الست لميا»، كان جيرار أفيديسيان كتب نصّه قبل عشر سنوات ولم يعرضه إلا على حمادة، لأنّه رأى أنّها الوحيدة القادرة على أداء تلك الشخصية. أما مشاريعها الجديدة للشاشة الصغيرة، فتشير إلى أنّها تقرأ حالياً نصّين من الأعمال العربية المشتركة، لكنها لم تعط كلمتها الأخيرة بشأن أيٍّ منهما. تصف المسلسلات المشتركة بأنها تغني الدراما وتدخل بسهولة إلى السوق العربية.