يعتبر باسم يوسف بمثابة جسر بين التجربة الأميركية والعربية
«ما أفعله اليوم هو بالضبط ما دخلت لأجله إلى عالم التلفزيون». هكذا بكل بساطةٍ يخبرنا الإعلامي الشاب عن توجهه الجديد في برنامجه. «دخلت في البداية عبر برنامج مثل LOL، ونجحت فيه، وكان كل هدفي أن أصل إلى برنامجٍ كالذي يشاهده الناس حالياً». يتناول حداد الموضوع بجدية بالغة، عكس شخصيته التي تبدو «كوميدية»، بل يولي أهمية كبيرة لهندامه وتفاصيل «ثيابه». يقول «من الطبيعي أن أرتدي بزة وربطة عنق. بذلك، تؤكد للمشاهد بأنك تأخذ الأمور بجدية، وبأنك تتحدث من «صالون»، وهو الأمر المناقض لفكرة أن ترتدي ثياباً عادية وتتحدث كما لو أنك "تنتقد" من الشارع». هذه الفكرة قام بها بداية الكوميدي الأميركي بوب هوب كي يكون الـRoasting «حقيقياً إلى حدٍ كبير». لكن ماذا عن النص؟ يسر هشام بأنه يكتب 90 في المئة من النص الذي يشاهده الجمهور. هذا يكلّفه جهداً كبيراً، لكنه قانع بأن هذا هو واجبه: «أنا أعرف أن هذا العمل يتطلّب أن نكون أذكياء في التعامل مع الجمهور، أنا أقرأ كثيراً، وأشاهد كثيراً سواء على التلفزيون أو على الانترنت، لأنه لا يمكنك أن تقدّم الأفضل إذا لم تكن متابعاً لكل شيء بشكلٍ يومي». لا ينكر هشام أنّ باسم يوسف كان بمثابة جسر بين التجربة الأميركية في الكوميديا والبيئة العربية التي لم تكن ربما "تعرف" أو "تحتمل" هذا النوع من الكوميديا السياسية/ السوداء التي "تخلق نوعاً من الرأي العام" وتؤثر عليه وتندمج وتتماثل معه: «نجح باسم في تركيب تجربة مناسبة في وقتٍ مناسب، فهو قدّم تجربته في فترات كانت الشعوب العربية تواقة للحرية. لو أنّه قام بها مثلاً في 2005 أو 2006، لكانوا قالوا عنه بأنه نخبوي، وبأن تجربته لا تشبه المجتمعات العربية في شيء». يعرف حداد جيداً بأن الشعب اللبناني كما البيئة اللبنانية يملك الكثير من المميزات التي تجعل مهمته تحدياً ممتعاً إلى حدٍ كبير، «فالشعب هنا متمرد بطبيعة الأحوال، ولا يرضى عن شيءٍ بسهولة ويقتله الروتين. كما أننا نعيش تغيراتٍ سياسية كثيرة». لذلك، فإنّ العمل هنا يتطلب مزيداً من «الجهد كي تكون الأفكار جذابة». وماذا عن المنافسة؟ ليس هناك من منافسٍ شبيه على الأقل، هذا ما يؤكده حداد، مشيراً إلى أنّ المنافسة حتى اللحظة لم تقدّم ما يشبه ما يقدمه في برنامجه، هناك بالتأكيد «نقد» و«سخرية» لكن ليس بالحرفية (أو حتى الطريقة والأسلوب) التي يقدمها برنامجه وسيواظب على تقديمها.