«لا زيبرا» (حمار الزرد ــ 30/10 ـ 2012) لفرنانندو جي ليون الحائز الجائزة الأولى في «مهرجان ليما السينمائي» اللاتيني الأميركي، هو الذي سيفتتح «مهرجان الفيلم الإيبيري الأميركي» في «متروبوليس أمبير صوفيل». للسنة الرابعة، تنظم جمعية «متروبوليس» المهرجان تحت عنوان «رؤى أخرى»، بالتعاون مع السفارة الإسبانية في لبنان، ومعهد «ثرفانتس»، وسفارات الأرجنتين، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، وكوبا، والمكسيك، والباراغواي، والأوروغواي، وفنزويلا، وقنصلية السلفادور والبرتغال والبيرو.
تدور أحداث هذا الشريط الكاوبوي الكوميدي السوريالي إبان الثورة المكسيكية في العقد الأول من القرن الماضي. يجول بطلا الفيلم، لياندرو (خورخي أدريان سبيندولا) وأودين (هارولد توريس) في الصحراء بحثاً عن الثورة واللحاق بالقائد أوبريغون. يخوضان سلسلة من المغامرات العبثية حتى يجدا الثورة الحقيقية التي ستحدد نهايتهما أيضاً.
الختام مع فيلم عن
مذكرات سيرجيو بيطار أثناء
حكم بينوشيه
عنوان الفيلم الذي يقصد به حمار الزرد المخطط، يعثر عليه لياندرو وأودين في الصحراء. ولصدمتهما الشديدة، يظنانه في البداية حصاناً مدهوناً بالأسود والأبيض. وبعد مهاجمة أصحابه البيض «الغرنغو» كما يسميانهم وسرقته، يطلقان عليه اسم «فاكرز» كالشتيمة التي كانت ترددها المرأة البيضاء لدى اعتدائهما عليها وعدم فهمهما معنى الكلمة. هذا الاكتشاف المذهل، هذا الحصان الغريب الذي يتشاركه الاثنان بفخر ويعتبرانه دليل انتصارهما على الرجل الأبيض، يتحول إلى شخص ثالث في الفيلم. عبره، يصوّر المخرج كل مفارقات المجتمع الذكوري، مبرزاً سوريالية هذا النظام على الصعيد الاجتماعي والسياسي عبر حسّ السخرية اللاذع وأحياناً الفجّ الذي يهيمن على الشريط. الفيلم حافل بلقطات صادمة يسخر فيها المخرج من عالم الكاوبوي الذكوري، ورموزه الجنسية حيث علاقة الرجل مع المرأة قد تشبه نظرته إلى الحمار الذي يعتبره أدنى مقاماً من الحصان كما الكولونيل في جيش أوبريغون الذي نراه في مشهد يسعى ليمارس الجنس مع حمار بعد مداعبته والغناء له. هو عالم قاسٍ يصوره المخرج ويفكك فيه بالسخرية كل المفاهيم، بدءاً من الذكورة إلى الشجاعة والبطولة والثورة والحرية. كل ذلك عبر بورتريه هذين الصديقين المخبولين اللذين يصورهما، وإيمانهما الساذج بكل هذه المفاهيم. من بين بقية الأفلام التي ستعرض ضمن المهرجان، يبرز «كيف هو شكله» (31/10 ـ 2014) لدانيال ريبيرو. الفيلم حاز جائزة «فيبرسكي» و«تيدي» في «مهرجان برلين السينمائي»، واختير ليمثل البرازيل في الأوسكار هذه السنة ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي. يأخذنا المخرج إلى خصوصية عالم ليوناردو الشاب الكفيف الذي يدرس في الثانوية العامة ويحاول كأي مراهق عادي أن يكتشف الحياة والحب والرغبة ويجد استقلاليته بعيداً عن سلطة أهله الذين يبالغون في حمايته. ما يميز هذا الفيلم هو البساطة الذكية للحبكة والحوار. تفاصيل صغيرة معبرة يرسم عبرها المخرج شخصية ليوناردو وتفاعله مع من حوله، كأهله، وجدته وصديقته جيوفانا، ويدخلنا عبرها إلى حميمية هذا العالم، مبرزاً رقته من دون مبالغة أو ميلودراما. بالرغم من خصوصية حالته، قد تشبه تساؤلات ليوناردو علاقة الإنسان مع صورته عن ذاته التي تبقى ملتبسة ومشوشة كما حين يسأل جيوفانا عن شكله، وما إذا كان يبدو جذاباً للآخرين ولا تعرف كيف تجيبه، فليس هنالك من معيار محدد. بحساسية سينمائية تلتقط التفاصيل المبطنة في الحوار أو في لغة الجسد، يصور لنا نشوء الرغبة بين ليوناردو وصديقه غابريال الذي يدخل عالمه ويخرجه من ثباته ليضخ فيه الحياة، مصوراً علاقة ليوناردو المختلفة مع الرغبة. يبني عالماً حسياً متكاملاً من الرائحة التي يتخيل عبرها جسد من يحب كما في المشهد الذي يرتدي فيه الجاكيت التي نسيها غابريال ويشمها. يعرض كذلك في المهرجان «بلانكنيفز» (5/11 ــ 2012) من إخراج بابلو بيرجيه. الفيلم الإسباني الصامت بالأسود والأبيض حاز عشر جوائز غويا ويتناول حكاية «بياض الثلج» للأخوين غريم في إطار استثنائي. يختتم المهرجان بـ»داوسن إيسلا 10» (8/11 ــ 2009) لميغال ليتن، الفيلم المقتبس عن كتاب السياسي التشيلي الفلسطيني الأصل سيرجيو بيطار الذي يروي فيه مذكراته كسجين سياسي أثناء حكم بينوشيه، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى المتنوعة من دول أميركا اللاتينية.

مهرجان الفيلم الإيبيري الأميركي: بدءاً من 30 ت 1 (أكتوبر) حتى 8 ت2 (نوفمبر) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080