يحتمل فيديو «لبلادي» الذي قدمته الأختان فايا وريحان يونان الأخبار11/10/2014) الكثير من النقد في ما يخص أسلوب إخراجه البسيط، والنص الساذج وغرقه في التعميم والشعارات المحنطة. هذا إن أردنا محاكمته على أنّه عمل احترافي، لكن الحقيقة أنّه محاكاة هاوية لنشرات الأخبار العربية، أطلقها شباب سوريون كـ«صرخة مغترب».

وقد تكون بساطة المنتج النهائي هي سرّ الانتشار الكبير الذي حققه على الشبكة العنكبوتية. لكن أن يتفرّغ بعض من يدعون المعارضة لمهاجمة الفيديو على اعتبار أنّ الفتاتين مؤيدتان للنظام السوري وصوّتتا للرئيس بشار الأسد في الانتخابات، قبل أن تتحوّل القصة إلى مادة للتهكم السمج، فهذا دليل على خواء جعبة هؤلاء وقرارهم العيش على فتات من يعارضونهم.
هكذا، طرحت فرقة «خطوة الفنية» النسخة «الأورجينال» من شريط «لبلادي» الذي أعدّه وأخرجه يوسف بكر وشاركه في تمثيله محمد بكر «للرد على فيديو المؤيدتين لنظام الأسد الذي قتل و شرّد الملايين لمجرّد أنّهم طالبوا بالحرية». وإذ بنا أمام شابّيْن (الصورة) يجربان حظهما العاثر في الكوميديا على طريقة التقليد المبالغ فيه للفتاتين، ثم تحويل النص إلى شتائم بحق من قرّر النزول إلى الشارع وتمجيد «سيّد الوطن». في النهاية، جاءت النتيجة هزلاً مبتذلاً. فإضافة إلى فشله في سرقة ابتسامة واحدة، ينفر المشاهد من المتابعة، خصوصاً أننا أمام لعبة تجارية لا تبذل أي مجهود. لو تمكّن بكر من صناعة مادة ساخرة تضحك الجمهور، لاستحق التصفيق مهما كان الأمر. لكن ربما كان يجدر بمن تخذله أدواته في صناعة ولو لقطة فنية لافتة أن يلوذ بالصمت، لأنّ السكوت كنز لا يفنى!