«كان من الضروري تسريح البعض للحد من المصاريف وضمان استمرار الاستثمار في المستقبل الرقمي لـ«نيويورك تايمز». نعلم أنه قرار أليم للموظفين الذين شملهم القرار ولزملائهم في العمل». هذا ما أرسله ناشر صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية آرثر سولزبيرغر جي آر ورئيسها التنفيذي مارك ثومبسون لفريق عمل الجريدة أول من أمس كما نشرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية. فقد أعلنت الصحيفة اليومية عن خطة لتقليص 100 موظف من غرفة الأخبار وإغلاق تطبيق صفحة الرأي بعدما فشلت في جذب القرّاء على مدى ثلاثة أشهر.
ولن يقتصر قرار الفصل على غرفة الأخبار، بل سيطال أيضاً وظائف إدارية وتحريرية، علماً بأن الإدارة ستعطي تعويضات للموظفين المفصولين وستلجأ إلى الفصل في حال عدم مبادرة البعض إلى تقديم استقالتهم.
يتألف فريق عمل غرفة الأخبار من 1330 موظفاً بعدما كان عددهم 1189 عام 2011. شكلت نسبة طرد 100 موظف 7.5% منهم. «نحن نقلص حجم التكاليف لإجراء حماية على المدى الطويل لأرباح المؤسسة وليس لصعوبات مالية قصيرة الأمد». أضاف سولزبيرغر وثومبسون. ولفت إلى احتمال إغلاق تطبيق الرأي مع ما يقدمه من خدمات بعدما أطلقته الصحيفة في حزيران (يونيو) مقابل 6$ في الشهر الواحد.
خطة لصرف 100
شخص من غرفة الأخبار
إذ لم يحقق التطبيق هدفه في استقطاب قرّاء جدد، بل حافظ على القرّاء المعتادين. في المقابل، أشاد بالتطبيق الجديد NYT Now الذي يتوجه إلى جمهور شبابي، حيث استطاع استقطاب عدد كبير من القرّاء والمشتركين الجدد بـ 8$ شهرياً. أما التطبيق الخاص بالطبخ NYT Cooking فقد أطلق من دون رسم اشتراك، ولا يزال متاحاً مجاناً وقد تجاوز عدد المتصفحين له مليون مستخدم بعد أسبوعين فقط من انطلاقه.
وبعث رئيس التحرير التنفيذي دان باكيت رسالة منفصلة لموظفي غرفة الأخبار (ربما محاولة منه لطمأنة فريق العمل المتبقي) قائلاًًً: «سأستفيد من هذه الفرصة لإعادة النظر جدياً في ما نفعل انطلاقاً من الأقسام، وصولاًً إلى ما نصرفه على المستكتبين». كما أشار سولزبيرغر وثومبسون إلى النجاح الذي حققته الصحيفة على أكثر من صعيد، معتبرين أنها تجارب «نتعلم منها، نديرها، ونتخذ قرارات بشأنها حينما يلزم. نؤمن بأن هذه المرحلة من الاكتشاف والتجريب مهمة لبناء مستقبل الـ«نيويورك تايمز» وسنكمل دعمها وتمويلها».
لم يقتصر قرار فصل الموظفين على الصحيفة الأميركية. قبلها، استغنت صحيفة Libération الفرنسية عن ثلث موظفيها كما نشر الموقع الإلكتروني للإذاعة الفرنسية RFI. وقد وصل عدد الموظفين الذين فُصلوا إلى 93 من أصل 250. كذلك سيعاد تنظيم فريق المحررين على النسختين الورقية والإلكترونية، وتراجعت نسبة طباعة الجريدة بشكل كبير منذ عام 2012.