لم يتوقع منظمو «مهرجان بيروت لليوغا» (الأخبار 19/8/2014) الحشود التي أتت أوّل من أمس إلى Pleine Nature (المنصورية) للمشاركة، كما أنّهم صدموا بدرجة تنوّعها. رجال ونساء وشيوخ ورضّع، حتى بات مشهد المحجبات وهن يمارسن التأمّل بالقرب من أخريات بالثياب الرياضية القصيرة عادياً جداً إلى حد يحاكي كليشيهات وزارة السياحة اللبنانية.
ولعل أكثر ما يلفت في المهرجان الذي أطلق عليه اسم «خود نَفَس» أنّ كثيرين تعرّفوا إلى اليوغا للمرّة الأولى. «الشعب اللبناني يختنق»، تقول صاحبة الفكرة دلال حرب، وتردّ المشاركة الكثيفة إلى بحث الناس عن ملجأ، بعيداً من الإحباط. «حين يتأمّل الإنسان في داخله، يبدأ بمحاربة الانفصام الذي يعيشه، عبر تحقيق التوازن بين ما يريده وما يشعر به وبين أفكاره ومحيطه. وإذا كان الإنسان لا يستطيع تغيير محيطه، فبإمكانه أن يغيّر في نفسه على الأقل». صحيح أنّ اليوغا تعتبر فلسفة متكاملة لا تقل تعقيداً عن غيرها، غير أنّ حرب مقتنعة بأنّه «ليس على الإنسان أن يتخذ منها نمط حياة متكاملاً منذ البداية. التجزئة أفضل من لا شيء». لعلّ مبدأ التجزئة أدّى إلى بروز مراكز مختلفة لهذه الرياضة في لبنان، يركّز كل منها على نمط محدد. لكن هذا الاختلاف تحوّل إلى منافسة تجارية في المهرجان، إذ حاولت كل جهة إثبات أنّها الأفضل، حتى أنّ أحد المراكز استغل الجلسات الصغيرة لينتقد زملاءه المشاركين!
يبدو أنّ «خود نَفَس» سيصبح حدثاً سنوياً منتظراً. كلما اختنق اللبنانيون، سيجد «بائعو الأوكسيجين» زبائن أكثر، وسيكتشف الناس أنّ التنفّس ترف لا بد منه!