القاهرة | جولة جديدة من الحرب المستمرّة بين «mbc مصر» والقنوات المصرية الخاصة، لكنها جولة على ملاعب كرة القدم وصلت إلى حدّ إعلان القنوات المصرية مقاطعة الإعلامي الشهير مدحت شلبي. يومي السبت والأحد الماضيين، انطلق جدل حول حقوق عرض مباراة «السوبر» بين قطبي الكرة المصرية «الأهلي» و»الزمالك» (أمس 22:00). وكانت «غرفة صناعة الإعلام» قد اتخذت قراراً بمقاطعة شلبي صاحب البرنامج الشهير «مساء الأنوار».
جاءت تلك الخطوة عقب إعلان شلبي انضمامه النهائي إلى قناة «mbc مصر» وظهوره مساء السبت الماضي في حوار مفتوح مع شريف عامر مقدّم برنامج «يحدث في مصر» وإدارته للاستديو التحليلي لمباراة «السوبر». بدأت القصة عندما انضم شلبي موقتاً إلى «mbc مصر» للتعليق على مباريات المنتخب المصري في تصفيات مونديال 2014 (البرازيل)، وأبرزها مباراتا الذهاب والعودة بين مصر وغانا. «mbc مصر» أدركت مبكراً حبّ المصريين للرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، فخصّصت مساحة مميّزة لهذا المجال، وقدّمت طوال رمضان برنامج «فهمي جمعة» الذي يقدّمه الممثل أحمد فهمي واللاعب المعتزل وائل جمعة من كواليس مونديال البرازيل. ونجح الثنائي في الحصول على حوار حصريّ مع نجم الكرة الأرجنيتني دييغو مارادونا.

رغبة في تنظيم
السوق التي تعاني مثل الدراما من مضاربة النجوم
ومع اقتراب عودة الدوري المصري الذي يبدأ عادة بمباراة «السوبر» بين الفائزين في آخر بطولة دوري وآخر بطولة كأس مصر، وهما في هذه الحالة «الأهلي» و»الزمالك»، طلبت «mbc مصر» من شلبي العودة مرة أخرى إلى شاشتها فاستجاب الإعلامي. هذا الأمر أثار غضب القنوات الخاصة، خصوصاً أن شلبي كان يطلّ منذ فترة قريبة عبر قناة «النهار» بعدما صنعت شهرته مجموعة قنوات «مودرن» قبل بيعها لشبكة cbc. نتيجة لذلك، أصدر أعضاء «غرفة صناعة الإعلام» قراراً لن يكون الأول من نوعه بمقاطعة شلبي وعدم التعاقد معه مستقبلاً. ووفق مصدر في الغرفة، فإنّ القرار لا يتعلّق فقط بالصراع المستمرّ بين القنوات الخاصة و»mbc مصر»، بل برغبة حقيقية في تنظيم السوق التي تعاني تماماً كنجوم الفن من مضاربة النجوم في أجورهم. ما يحدث غالباً هو ادعاء أحد نجوم تقديم البرامج بأنه تلقّى عرضاً أكبر من قناة أخرى ويشترط زيادة أجره، ما يؤدّي إلى تحرّك بورصة أسعار نجوم البرامج كل فترة ويؤثّر سلباً في اقتصاديات القنوات الخاصة. وقرّر أعضاء الغرفة عدم السماح للإعلامي بالانتقال من قناة إلى أخرى إلا بعد التراضي من كل الأطراف، وإلا سيصدر بحقه قرار شبيه بذاك الذي صدر بحقّ شلبي الذي لم يعلّق بعد على هذه التطورات. إلا أنّ الحرب الدعائية اشتعلت بين الطرفين على كل المستويات. الأمر لا يتعلّق طبعاً بانتقال إعلامي ذي جماهيرية من قناة إلى أخرى، أو بكَون القناة غير مصرية، بل هناك نزاع ممتدّ منذ أسابيع حول حقوق بيع مباريات الدوري المصري. للمرة الأولى، تنقسم الأندية المصرية إلى جهتين: الجهة الأولى تضمّ «الأهلي» و6 أندية أخرى وافقت على بيع مبارياتها للتلفزيون المصري وقنوات «الحياة» و»النهار» وcbc. أما الجهة الثانية فتضمّ 13 نادياً أبرزها «الزمالك» و»الإسماعيلي»، باعت حقوق العرض لشركة «برزنتيشن» التي يحقّ لها بيع المباريات التي تقام على ملاعب الفرق الـ 13 لقنوات أخرى يقال إنّها ستكون «mbc مصر» و»أبو ظبي الرياضية» ما يصيب المتفرج بالتشتت. وفيما تجري جهود مكثفة من أصحاب القنوات والمسؤولين عن الرياضة في مصر لحلّ هذا النزاع بشكل يُرضي كل الأطراف، جاءت مباراة «السوبر» كنموذج لشكل النزاع المتوقع قريباً. إذ أعلنت «mbc مصر» أنها حصلت على حقّ العرض الحصري، قبل أن تتدخّل القنوات المصرية وتحصل على الحق نفسه قبل ساعات من المباراة.