يأتي اسم الفرقة أي «تركواز» (تعني حجر الفيروز) كإشارة واضحة إلى اسم فيروز، فهل هي محاولة من الصهاينة للمزج بين فكرتين هي تحويل «أغاني» السيدة إلى مصدر ربح مادي وتسخيفها من دون أي إذن مادي أو فني أو ثقافي من أصحاب حقوق الملكية للأغنية الأصلية (أي الرحابنة وفيروز). الفرقة التي تتكون من مغنية أوبرا مغمورة تدعى داليت فريدمان وعازف الغيتار أورن إليعزري (أحد مؤسسي فرقة «ماشينا» الصهيونية المعروفة لديهم)، وعازف الكونترباص عوديد أدار، لا تحظى حتى اللحظة بأي شهرة داخل الكيان العبري. لكن يبدو أن الدولة تدعمها بشكل مباشر. والدليل أنّ الحديث عن الفرقة على صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية» الفايسبوكية المدعومة بشكلٍ رسمي من النظام الصهيوني يؤكد أنّ الموضوع أبعد ما يكون من مجرد «سرقة» أغنيات وتزوير حضارة. يعود الأمر بالتأكيد إلى فكرة «التطبيع» التي يروج لها الكيان العبري منذ سنواتٍ، وتبدو كل هذه المحاولات فاشلة حتى الآن.
لم تكن سرقة أغنيات فيروز هي المحاولات الأولى في هذا الإطار. مغنية صهيونية تدعى زهافا بن حاولت قبل سنواتٍ سرقة أعمال أم كلثوم فأدت «انت عمري» و»حب ايه». لم تنجح الفكرة آنذاك، مع أن المغنية المغمورة أيضاً، حاولت «أسرلة» أغنيات «كوكب الشرق». لكن المجتمع العبري رفض التجربة، فاندثرت المغنية والتجربة سريعاً.
وطالما أننا نتحدث عن السرقات العبرية، فقد تعرّضت إليسا أيضاً لأمرٍ مشابه قبل سنوات حين سرقت أغنيتها «عبالي حبيبي» (الملحن سليم سلامة) عبر المغنية العبرية سريت حداد، وكذلك أغنية «تيرشرش» من التراث «البدوي» المحلي في الأردن. وهذا أيضاً شأن الفنان المصري عمرو مصطفى الذي تعرّضت أغنيته «لمستك» للسرقة وتم غناؤها بالعبرية كذلك.
روبي حين
سرق أغنية «سلامتها
أم حسن»
على أي حال، لا تعود السرقات العبرية للعربية إلى يومنا الحالي. هي بدأت منذ نشوء الكيان العبري، فنستذكر مثلاً المغني روبي حين الذي سرق أغنية «سلامتها أم حسن» للفنان الشعبي المصري أحمد عدوية، والصهيوني (من أصول مصرية) شيمي رون الذي غنَّى «يا بنت السلطان» لأحمد عدوية (غناها الفنان راغب علامة كذلك). ولا ننس مرجليت سنعاني، إحدى أشهر المغنيات الصهاينة المخضرمات وصاحبة البرنامج التلفزيوني الشهير «اغنيات»، التي سرقت أغنية «مريم مريمتي» اللبنانية المعروفة و«أسرلتها»، بالإضافة إلى يوسي شوعا وآفي بيطر وداني دهان ويوآف يتسحاق وايلانا مان الذين أدوا أغنيات عربية وسرقوها ليس بهدف «التعريب» فحسب، بل لنجاح الأغنية في بيئتها الأصلية واعتقادهم بأنهم يضربون عصفورين بحجرٍ واحد: دخول السوق العربية وهو أمرٌ لم ينجح، والعزف على وتر «الصهاينة» الشرقيين أو من أصولٍ عربية الأصل الذين لا يزالون يسمعون الأغنيات العربية بلغتها الأم.