فوجئ محمد ملص (الصورة) بمنعه من دخول مصر للمرّة الثانية، من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار. كان المخرج السوري يستعد للسفر إلى الإسكندرية اليوم تلبية للدعوة التي تلقاها من «مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي» الذي تنظّمه «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما» ويُفتتح مساء اليوم، على أن يجري تكريمه بعرض ثلاثة من أفلامه. عرض يأتي ضمن تظاهرة خاصة، بينها فيلمه الأخير «سلّم إلى دمشق».
قرار المنع أربك صاحب «أحلام المدينة» ووضعه أمام أسئلة جديدة، أعادته إلى ما حدث له في حزيران (يونيو) الماضي، حين مُنع من دخول «المحروسة» للمشاركة في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» بصفته رئيساً للجنة التحكيم في المهرجان (الأخبار 5/6/2014). حينها، اعتبر ملص الحادثة نتيجة لملابسات إدارية وأمنية كانت تعيشها مصر، لكن تكرار الأمر بالطريقة نفسها، يدعو للتساؤل حقاً: هل هو المقصود شخصياً، أم أنّ الأمر يخص السوريين عموماً؟ وهذا ما استدعاه لتوجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة المصري جابر عصفور لاستجلاء أسباب المنع، وإزاحة الشبهة عن اسمه كسينمائي. ومما جاء في هذه الرسالة التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها أنّ «أفلامي السينمائية هي هويتي، وهي معروفة ومعلنة وليست سرية، وأنا كسوري لا أقبل لنفسي أن أكون لاجئاً أو نازحاً، فأنا أقيم في بلدي وأعاني مما تعانيه وأعيش مرارتها وأحقق أفلامي بها وعنها. فهل وصل الأمر بهذه الأنظمة وبعاصمة السينما العربية أن تمنع سينمائياً من دخولها؟». وأضاف: «أما إذا كان المنع يخصّني شخصياً فإنّي لن أسكت على هذه الإهانة والمس بحريّتي وموقفي اللذين لا أملك غيرهما. وهل أصبح الكل في هذه الأوطان يعتبر الثقافة شبهة وخطراً و«إيبولا» عربية تفترض الحذر والمنع؟». اللافت أنّ المهرجان سيفتتح فعالياته بفيلم سوري، هو «عبور» الذي يحمل توقيع مخرج مغمور اسمه زياد القاضي! (النص الكامل للرسالة)