تونس | اختار «ائتلاف الاتحاد من أجل تونس» الذي يضمّ أحزاباً من وسط اليسار ترشيح الصحافي التونسي المحتجز في إمارة قطر محمود بوناب ليكون ممثلاً للتونسيين في العالم العربي خلال الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ووفق القانون الانتخابي، يكون التونسيون المقيمون في العالم العربي ممثَلين في البرلمان بمقعد واحد بحسب عدد المهاجرين المسجَّلين لدى البعثات الدبلوماسية التونسية في العالم العربي.
هذا الترشيح حاز إعجاب الشارع التونسي الذي يتابع منذ ثلاث سنوات قضية محمود بوناب الذي تمنعه السلطات القطرية من مغادرة البلاد بعد خلاف مع الشيخة موزة عندما كان مديراً لقناة «الجزيرة أطفال». ورغم أنّ المحكمة برّأته من تهمة الاختلاس وسوء التصرف، إلا أنّ السلطات القطرية لا تزال تحتجزه.
هذا الترشيح هو صيغة اختارتها القوى الديمقراطية في تونس لمساندة بوناب الذي تشكّلت لجنة لمساندته تضم صحافيين منهم نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، وعميد المحامين السابق عبد الستار بن موسى والمحامية والناشطة سعيدة قراش. وفي وقت تحاول القوى الديمقراطية إنقاذ بوناب من الأسر والمنفى القطري، يصمت الحقوقي رئيس الجمهورية الموقت منصف المرزوقي الكاتب المتعاون مع موقع «الجزيرة نت» على هذه الجريمة في حق مواطن تونسي برأه القضاء القطري وما زال محتجزاً، فهل تنقذه الانتخابات ويكون أول برلماني محتجز في بلاد غير بلاده؟
من جهة أخرى وفي سياق الانتخابات، سيقدم الصحافي زياد الهاني ترشحه رسمياً إلى الانتخابات الرئاسية يوم ٨ أيلول (سبتمبر) الجاري. ويطرح الهاني نفسه كمرشح مستقل. وقد انطلق منذ فترة في جمع عشرة آلاف توقيع وهو العدد المطلوب لقبول الترشح أو تزكية عشرة نواب من المجلس التأسيسي، وهو ما رفضه الهاني. إذ أعلن أنّه يرفض تزكية نواب «الماركتو» كما وصفهم، داعياً أيضاً إلى الاستجابة إلى تطلعات الشعب في الحرية والتنمية في المناطق النائية، خصوصاً تلك التي عانت طويلاً من التهميش. كما أنّ الهاني كان أول مرشح رئاسي حتى الآن يدعو إلى طي صفحة الماضي والانصراف إلى العمل والحفاظ على مكاسب الدولة وتحقيق مطالب المهمشين الذين انتفضوا على النظام السابق ومحاربة الإرهاب. وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها صحافيان في الاستحقاق الانتخابي البرلماني والرئاسي.





من محمد بوناب إلى زياد الهاني

تسجل الانتخابات التونسية للمرة الأولى ترشح ثلاثة صحافيين: اثنان للانتخابات البرلمانية وواحد للانتخابات الرئاسية. محمود بوناب المحتجز في قطر يترأس قائمة «الاتحاد من أجل تونس». وقد دعا الامين العام لـ «حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي» سمير الطيب بقية المترشحين في دائرة العالم العربي الى الانسحاب من السباق حتى يكون المقعد في البرلمان لمحمود بوناب. وتأتي هذه السياسة بهدف الضغط على قطر لفك أسر بوناب. كما يترأس الصحافي المولدي الزوابي قائمة «الحزب الجمهوري» في دائرة جندوبة (شمالاً). وكان الزوابي من بين الصحافيين الذين عانوا من المطاردة قبل «14 جانفي» بسبب مواقفه السياسية ومقالاته في جريدة «الموقف». أما الاستحقاق الرئاسي الذي سجل إعلانات ترشح تصل الى 40 حتى الآن، فسيكون الصحافيون ممثلين فيه بزياد الهاني.