بدا كل شيءٍ تحت سيطرة «زبيدة خانم» خلال زيارتنا لموقع تصوير «بقعة ضوء12» (إخرج سيف الشيخ نجيب، وإنتاج شركة سما الفن)، في أحد الفنادق التراثية في حي «باب شرقي» الدمشقي، حيث صورتّ أمل عرفة أولى مشاركاتها من النسخة الأحدث للسلسلة الشهيرة. اختارت النجمة السوريّة أن تلعب بطولة عشر لوحات من «بقعة ضوء12» لموسم دراما 2016، حيث وصلت إلى دمشق الاثنين الفائت وباشرت تصوير عددٍ منها. تقدّم عرفة هنا شخصيّاتٍ متنوّعة ينطبق عليها المثل القائل مسبّع الكارات، فستكون هذا الموسم سائقة، وعسكرّية على الحاجز، ووزيرة، وأخت (كفوة) تخاتل العاصفة وتسابق الزمن. كذلك، هي أم معتّرة تائهة بين أروقة الهجرة والجوازات في رحلةٍ طويلة لاستخراج باسبور، إلى جانب كاركترات أخرى تصبغها النجمة كعادتها بلونٍ خاص من الأداء. أمّا في «زبيدة خانم» فهي كل ذلك وأكثر. الداية، والدلاّلة، والست الحربوقة التي يصّح فيها القول "بتحلّ حبل مشنوق"، طالما أنّ لكل خدمةٍ ثمناً تُجيد تقديره. فهي تتمتّع بعلاقاتٍ واسعة تسخّرها لأجل ذلك، ويمتدّ نشاطها إلى القارة الأوروبيّة كوكيلة سفر يقصدها الشباب لتهريبهم. ضمن إطارٍ من الكوميديا السوداء على طريقة «بقعة ضوء»، يرسم صورةً كاريكاتورية لانتهازيي الأزمة السوريّة.
يعتبر من أكثر الأعمال إرهاقاً على مستوى التحضيرات

تساعد «زبيدة خانم» في أشغالها الكثيرة، فهمية وتؤدي دورها الممثلة الشابّة ولاء عزّام التي وقفت أمام أمل للمرة الأولى في مسلسل «دنيا 2015» (إخراج زهير قنوع)، وهو العمل الذي شغل النجمة عن «بقعة ضوء11» الموسم الفائت. ويعتبر «بقعة ضوء» من أكثر الأعمال إرهاقاً على مستوى التحضيرات، كالتنقّل بين مواقع تصوير متنوّعة في اليوم الواحد، والاشتغال على التفاصيل أولاً بأوّل. وغالباً ما تُعاد كتابة اللوحة أثناء التنفيذ مشهداً تلو الآخر في ورشة عملٍ مستمرّة يشترك فيها الممثلون والمخرج، وهذا يتطلب بديهةً حاضرة وديناميكة كبيرة. المخرج سيف الشيخ نجيب أوضح في حديث إلى «الأخبار» التحديّات التي تواجه فريق عمله على «بقعة ضوء 12» بالقول: «لا توجد نصوص، وجزء كبير من الممثلين يعملون خارج البلاد وهاتان مشكلتان كبيرتان. إذ يحتاج عمل مماثل إلى مشاركة ممثلين كثر، كما تتطلب نصوصه كتّاباً احترافيين، ومواكبين لما يحدث بشكل دائم، ما يدفعنا إلى التدخل في أغلب النصوص. الكتّاب الجدد بحاجة لمن يساعدهم ونحن نقوم بهذا الدور، وأحياناً نكتفي بالفكرة فقط ونخلق كل شيء من جديد أثناء التصوير، بالشراكة مع فنّانين أقوياء لطالما صنعت إضافاتهم هذا المشروع». نوّه الشيخ نجيب إلى ما يمكن اعتباره مؤشراً إلى صعوبة العثور على نصٍ جيّد للوحة من «بقعة ضوء» الذي استهلك الكثير من الأفكار بأجزائه السابقة. في الجزء الحادي عشر الذي تولّى إخراجه الموسم الفائت، «تم قبول 70 لوحة فقط بين 400 قدمّت لنا». كما أشار في المقابل إلى وجود كتّاب وصف لوحاتهم بـ «المضبوطة» كالكتابين ممدوح حمادة، وموفق مسعود.
ويقف وراء «بقعة ضوء 12» ورشة كبيرة من الكتّاب بينهم ديانا فارس، رضوان شبلي، معن سقباني، زياد العامر، وآخرون. أمّا على مستوى الممثلين، فيشهد الموسم المنتظر عودة أبرز نجومه: أمل عرفة، وأيمن رضا، وعبد المنعم عمايري الذين صورّوا لوحات عدة فعلياً، وربّما ينضم إلى العمل باسم ياخور، وشكران مرتجى، وديمة قندلفت.
في ما يتعلّق بالموضوعات التي يتناولها «بقعة ضوء 12»، قال سيف الشيخ نجيب: «نحاول التنويع والابتعاد عن الأزمة ما أمكن، لأنّ المشاهدين السوريين ملّوّا الحديث عنها فهم يعيشونها، ولكن لا يمكننا تجاهلها تماماً، فهي أصبحت شأناً يومياً بالنسبة لنا». ختم المخرج حديثه قائلاً: «نحن نسعى إلى الأفضل، وأُعيد التأكيد على ما ذكرته العام الفائت بأنّ (بقعة ضوء) هو مشروع الممثل والمشاهد السوري في آنٍ معاً. هكذا كان خلال المواسم الماضية، وسيبقى كذلك، ومن واجبنا أن ننقل للمشاهدين ما يحبّون رؤيته عبر هذا المشروع». يضمّ «بقعة ضوء 12» على قائمة أبطاله أيضاً: صفاء سلطان، فادي صبيح، خالد القيش، مهند قطيش، أدهم مرشد، رنا شميس، علي كريم، نزار أبو حجر، فوزي بشارة، جرجس جبارة، غسان عزب، رنا جمول، أحمد خليفة، مروان أبو شاهين، مازن عباس، كرم الشعراني، وشباب من خريجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق، وهواة.