فستان ليدي غاغا المصنوع من قطع اللحم، ومؤخرة الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين مثبتة في وجه مغني الراب الأميركي إيمينيم. لطالما اعتبرت حفلات توزيع جوائز MTV Video Music Awards مناسبة لوقوع المشاهير في لحظات مثيرة للجدل، لا بل سخيفة في بعض الأحيان. صحيح أنّ احتفال هذا العام لم يخلُ من مواقف مشابهة، إلا أنّ صحيفة «إندبندنت» البريطانية لاحظت أنّه كان مختلفاً لجهة تسجيل النجوم لكثير من المواقف السياسية والاجتماعية وغيرهما.
خلال الاحتفال الذي أقيم الأحد الماضي في لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، وقف مغني الراب الأميركي «كومون» دقيقة صمت لروح مايكل براون (18 سنةً) خلال تقديمه جائزة أفضل فيديو كليب من فئة الهيب هوب. الشاب الأعزل الذي توفي بعد إصابته أخيراً برصاصة أحد رجال الشرطة في بلدة فيرغسون في ولاية ميزوري«لطالما اعتبر الهيب هوب صوتاً للثورة»، قال «كومون» قبل أن تنتقل الكاميرا إلى «سنوب دوغ» وهو يؤدي إشارة السلام بيده.

مايلي سايروس
قدّمت جائزتها
لشاب متشرد
بدورها، جذبت النجمة الأميركية الشابة مايلي سايروس الأنظار. بعدما حصدت ملابسها في احتفال العام الماضي أكثر من 300 ألف تغريدة على تويتر، طلبت من شاب مشرّد أن يقبل الجائزة التي حصلت عليها عن كليب أغنيتها Wrecking Ball. «إسمي جيسي، وأنا أستلم هذه الجائزة بالنيابة عن 1.6 مليون شاب هارب ومشرّد في الولايات المتحدة، يعانون من الجوع ويخافون على حياتهم الآن. أعرف ذلك لأنني واحد منهم»، قال الشاب أمام الحضور وملايين المشاهدين فيما بدا الإرباك واضحاً عليه. كذلك، طلب جيسي من الناس التبرّع لصالح أحد المآوي عبر صفحة سايروس الرسمية على فايسبوك.
ورغم الانتقادات الحادة التي طاولتها على خلفية تعارض ما قدّمته في احتفال توزيع جوائز MTV Video Music Awards مع كلمات بعض أغنياتها، لا يمكن إنكار الأثر الجيّد الذي تركته بيونسيه في الجمهور. أثناء العرض الذي قدّمته على مدى 15 دقيقة في نهاية الحدث السنوي، قدمت النجمة الأميركية أغنيتها Flawless وظهرت خلفها على الشاشة الكبيرة كلمة Feminist (نسويّة) مضاءة بالنيون، فضلاً عن ظهور صور عائلتها الصغيرة تباعاً في محاولة لدحض كل الشائعات التي يتم تداولها منذ فترة عن طلاقها من زوجها مغني الراب جاي زي.
هذا المشهد الجديد نسبياً على الـVMA، ليس غريباً على غيره من الأحداث الثقافية المهمة، وخصوصاً الأوسكار. مثلاً، عام 1973 طلب الممثل الأميركي مارلون براندو من الناشطة في مجال حقوق الإنسان الأميركية ــ الهندية، ساشين ليتلفيذر، تسلم جائزته عن فئة أفضل ممثل. خطوة هدف براندو من ورائها إلى الاحتجاج على الطريقة التي يُعامل بها سكّان أميركا الأصليين في مجال صناعة الأفلام. لكن هل يُعتبر احتفال الأحد الماضي مكاناً مناسباً لتسجيل هذه المواقف؟ أكد خبير العلاقات العامة مارك بوركوفسكي لـ«إنتدبندنت» أنّ الوضع صار مختلفاً الآن لأنّ النجوم «صاروا مجبرين على مجاراة التطوّرات العالمية بسبب السوشال ميديا. لم تعد الخطابات الموسمية تكفي، بل عليهم استغلال كل فرصة للتعبير عن آرائهم».