أبرز نتاجات صف «الميديا المتحرّكة» (لأستاذي الصحافة داوود إبراهيم ورواد قانسون) في «الجامعة اللبنانية الدولية» لفصل الصيف، عرضت أخيراً في AltCity (الحمرا _ بيروت). قدِّمت في الأمسية 7 أفلام قصيرة تجمعها ثيمة المكان، وهوية المدن، وتفاعل الأمكنة مع التاريخ تحت عنوان LB Map. معظم الأفلام تدور في بيروت، إذ تبدو العاصمة مسرحاً مكانياً قابلاً بشكل هائل لإسقاطات الثقافة والحرب والاتجاهات والطوائف والفنون والتاريخ. يعكس «شو ما صار» لمحمد رضا طبوش موضوعاً إشكالياً في الظاهر: الضاحية الجنوبية لبيروت.
يحاول رضا الوصول إلى إجابة عن «ماذا يوجد في الضاحية؟». وللإجابة، يتسلل إلى الأخبار والبروباغندا المنتشرة عن هذه البقعة. يبدأ العمل مع 4 فنانين يعيشون في الضاحية. في القسم الثاني، يستخدم بعض التعابير بشكل سريع لوصف الضاحية: الأرض صحراء، منصات، صواريخ، البنات جميعهن محجبات، الأعلام الحزبية. هكذا يتبنى وجهة النظر المنتشرة عن الضاحية بطريقة ساخرة، تزيد من تهكّمها المادّة البصرية التي تصوّر الأعلام المتنوعة للمونديال في الضاحية، والنساء اللواتي يتجوّلن من دون حجاب. وفيما يظهّر «Selfie وبيروت مش خلفي» (لغنوة شعيب، وليليان عقيل، ونادر أبو ديا، ومحمد نور الدين ــ الصورة) هويّة بيروت العمرانية الثقافية عبر صور السيلفي، تختفي المدينة عن خلفية الصورة. حسناً، جميع اللقطات مصوّرة في بيروت وتحديداً في وسط المدينة. سنتابع أصدقاء يتجوّلون في السيارة داخل المدينة، ليتوقّفوا عند محطّات معينة لالتقاط صور السيلفي: في باريس وفلوريدا وميلانو واسطنبول ونيويورك ودبي.

7 أفلام قصيرة تجمعها ثيمة المكان وهوية المدن وتفاعل الأمكنة مع التاريخ
طبعاً تتخذ هذه الأمكنة داخل المدينة أسماء المدن الأخرى عبر لعبة المقارنة بين المباني، ومحلات الماركات العالمية. هكذا، تتخذ المجموعة موقفاً نقدياً من أبنية، وهندسة وعمران بيروت ومحالها ومراكزها التجارية وحدائقها حتى جوامعها المستنسخة والمفتقرة إلى هوية خاصة. فيBEIRUT : the vintage with a modern twist (سميرة مكي، هيلينا ناصر وفرح حسونة) تبحث المجموعة عن بيروت القديمة عبر محال البضاعة العتيقة. نرى بيروت من خلال الصور، والكتب والمجلات القديمة والموسيقى. الحرب الأهلية حاضرة في «المحور» (سارة سلوم، بلال الموسوي، وسارة كلوت وسمر جفال). نستمع إلى شهادات سامي خويري (القائد في «الكتائب اللبنانية» خلال الحرب الأهلية) والموظف في الجامعة اليسوعية سابقاً الياس اسحاق، والمقاتل السابق أبو الفدى. بدا الجانب البصري في العمل (الصور والفيديو) ناقصاً بينما كان يفترض به أن يربط بين أحاديث شخصياته. من بيروت، ينتقل بلال الموسوي وسارة سلوم إلى سوق النبطية في Zero 7. يلجأ الثنائي إلى لعبة ذكية لاستنباط الهوية الجماعية لسكان المكان، عبر إخضاعهم لمؤثرات عدّة، ورصد ردّة الفعل. يتجوّل مهرّج بين المارة في السوق راقصاً إلى أن يوقفه بعض الرجال. كذلك يخرج بائع لبضاعة إسرائيلية بسعر زهيد، يشتري منه الناس قبل توقيفه أيضاً. أما الحاخام اليهودي، فسيمشي وسط ضحك الناس عليه، قبل أن يشعل علم إسرائيل وتصرخ إحداهن «تحيا فلسطين»، ما أوقع الشريط في فخ الوعظ. من خارج بيروت أيضاً أنجز عامر ضياء وفاطمة ترمس «نحن ضهورك يا فلسطين» الذي يظهر علاقة منطقة ضهور الشوير مع فلسطين، من خلال بعض المهرجانات التي تحييها المنطقة، ووجود تمثال لسناء محيدلي في بلدة أنطون سعادة. في «منزل آل لبنان» ليوسف شقير، وجنى علي أحمد، تجول الكاميرا في بيت خال ومدمر نسبياً، فيما نستمع إلى قصة المنزل وشخصياته: الجد والخال والخالة، والخلافات الدائمة بين الأخيرين. وظّف الثنائي هذه القصّة بطريقة مستهلكة ومبسّطة جداً للحديث عن تاريخ لبنان.