سهولة انشاء الصفحات الالكترونية التي باتت مرجع الأجيال الجديدة في الحصول على المعلومات، لم تؤثر في رغبة بعض شبان بلدة مجدل سلم (مرجعيون) من خريجي الجامعات، في انشاء صحيفة ورقية محلية متواضعة لنشر أخبار البلدة والمنطقة.
الصحيفة التي سُميت «مجد عامل» شهرية انطلقت في أيار (مايو) ولاقت اهتماماً من أبناء البلدة الذين باتوا ينتظرون إصداراتها، بحسب ابنها ابراهيم معاز. أكّد الأخير لـ«الأخبار» أنّ «العديد من أبناء البلدة قرروا دعم جريدتهم لأنّها الأولى هناك، وسابقة تُعرّف الأجيال الجديدة على ماضي مجدل سلم وشخصياتها وتراثها المقاوم». انطلقت الصحيفة بصفحاتها الأربع، لتصبح اليوم 12 صفحة، ويأمل القائمون عليها زيادة عدد الصفحات نظراً إلى زيادة المواضيع، بحسب مدير العلاقات العامة فيها محمد وفيق زهوة. اعتبر زهوة أنّ «فكرة إنشاء صحيفة ورقية تعود إلى وجود عشرات الأهالي المقيمين الذين لا يتسنّى لهم متابعة المواقع الالكترونية ولا قراءة الصحف.

هي التجربة
الأولى من نوعها في المنطقة منذ عقود

لذلك قرّرنا انشاءها وطباعتها على كمبيوترنا الخاص ثم تصويرها في أحد المحال وإرسالها لهم بأيدينا». ويشير إلى أنّ التمويل يأتي «من جيوب العاملين في «مجد سلم»، إضافة الى إيرادات بيع الأعداد». ولفت إلى أنّ «صاحب الفكرة هو ابن عمّه محمد يوسف زهوة، فيما يُشرف على صفحاتها الآن ثلاثة شبان». اختيار المواضيع الرئيسة يجرى في اجتماع مصغّر، لكن المواضيع الأخرى تُنتقى بحسب المستجدات. اللافت هو اهتمام الأهالي بالتعرّف إلى شخصيات مجدل سلم وعلمائها السابقين أمثال الشيخ علي مهدي شمس الدين والسيّد جعفر الأمين.يقول مدير ثانوية البلدة السابق علي علاء الدين إن «انتشار الصحيفة السريع دليل على نجاحها وعلى حاجة أبناء البلدة إلى معرفة ما يدور حولهم، إضافة إلى عشق الأهالي لمعرفة تاريخ البلدة». تُقسم الصحيفة إلى أبواب عدة (شخصيات، أدبيات، نشاطات، بلدية، اعرف عدوك، أقلام حرّة، صحة، رياضة)، فيما يشرف على ملف الرياضة بلال ياسين، أما الملف الصحي فيجرى اختيار طبيب من البلدة كل شهر لكتابة نصائحه. وقد خُصّص عمود صغير للحديث عن «الأكلات التراثية المنقرضة، وآخر للنشاطات البلدية، ومساحة للإعلانات التي بات أصحاب المحال التجارية ينشرونها في الجريدة، على أمل أن تشكل لاحقاً مصدر تمويل رئيسياً للصحيفة التي قرّرنا أن تصبح إيراداتها لخدمة المشاريع الخيرية»، يختتم زهوة. يذكر أنّه سبق في عام 1925 أن أنشأ الراحل جعفر الأمين في بلدة شقرا المجاورة جريدة خطية محلية كاريكاتورية أسماها «أبو الكشاكش»، ثم أسس في العام نفسه أخوه حسن جريدة «بريد العرب»، وبعدها «الكوكب» للراحل عبد الكريم الأمين، ثم لحقتها جريدة «الخنساء» لسكنة محمد سعيد الأمين. ومنذ ذلك الحين لم تُكرّر التجربة في المنطقة.