زهران القاسمي مُتوّجاً بـ «بوكر»فازت رواية «تغريبة القافر» (دار مسكيلياني للنشر) لمؤلفها زهران القاسمي (49 عاماً/ الصورة) من سلطنة عمان بـ«الجائزة العالمية للرواية العربية ـ بوكر» في دورتها السادسة عشرة. وترشّحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية وصلت 16 منها إلى القائمة الطويلة في كانون الثاني (يناير) ثم ستّ فقط إلى القائمة القصيرة في أول آذار (مارس).


وحصلت كل رواية في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار فيما تنال الرواية الفائزة 50 ألفاً إضافية مع ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية.
وقال رئيس لجنة التحكيم الكاتب الروائي المغربي محمد الأشعري خلال احتفال أقيم أول من أمس الأحد لإعلان الجائزة إن الرواية «اهتمّت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة» وفق ما نقلت وكالة رويترز. وأضاف: «قدّم الكاتب لنا هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفّافة ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دوراً أساسياً في حياة الناس وفي الوقت نفسه تثير نفورهم وتخوفهم». وتابع قائلاً: «استطاع الكاتب أن يقرّبنا من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، وهو مسرح الوديان والأفلاج في عمان، وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وثقافته».
تدور أحداث الرواية في قرية عمانية، وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، ممن تستعين بهم القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية، وقد ارتبطت نهايات أفراد أسرته جميعاً بحوادث سبّبتها المياه بينما انتهى به الحال سجيناً في قناة أحد الأفلاج (نظام الري) ليقاوم من أجل البقاء. علماً أنّ «بوكر العربية» انطلقت للمرة الأولى في عام 2008 ويرعاها حالياً «مركز أبو ظبي للغة العربية» التابع لـ«دائرة الثقافة والسياحة» في أبو ظبي، وتحظى بدعم مؤسسة «بوكر» في لندن.

كوثر بن هنية تستكشف آليات المجتمع الذكوري
أكّدت المخرجة التونسية كوثر بن هنية أنّ تصوير فيلمها «بنات ألفة» (الصورة) الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لـ«مهرجان كان السينمائي» (يستمرّ حتى 27 أيار/ مايو) ويتناول قصة امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب، كان بمثابة «مختبر علاجي». وكان «بنات ألفة» لبن هنية التي تمثّل أول مخرجة من تونس يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لـ «مهرجان كان» منذ نصف قرن، عُرض الجمعة في المهرجان الفرنسي، وأثار اهتمام الحاضرين. ويُغرق «بنات ألفة» الذي يشكل مزيجاً هجيناً بين الوثائقي والروائي، المشاهد في القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أمّ تونسية ذاع اسمها في أنحاء العالم سنة 2016 بعدما أثارت علناً مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران.


وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف «داعش» في ليبيا حيث قُبض عليهما وأودعتا السجن. ومن الدقائق الأولى للفيلم، يدرك المتفرج أنه يشاهد عملاً تتولى فيه ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تؤدي دورها. وفي بعض المشاهد، تظهر المخرجة وهي تتلقّى أسئلة من الممثلين.
وفي حديث إلى وكالة «فرانس برس»، قالت بن هنية التي حظيت بشهرة عالمية مع فيلمها «على كف عفريت» الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية لـ«مهرجان كان» عام 2017، إنّ «هذا العمل يمثل أيضاً فيلماً عن السينما والتمثيل وذكريات الماضي». وأشارت إلى أنّ تصوير الفيلم كان بمثابة «مختبر علاجي». وتابعت: «سادت مشاعر كثيرة أجواء التصوير»، مضيفةً أنّ «أموراً عدة لم يتم التطرق إليها في السابق، أُعيد تناولها». وظهرت بن هنية بوضوح في الفيلم الممارسات الإرهابية، قائلةً «أردت استكشاف طريقة انتقال العنف. هذا العنف الذي ينتقل من الأم إلى الابنة ولا يقتصر على المجتمع التونسي». ويُعتبر انتقال العنف بمثابة لعنة على الأسرة. وتظهر في العمل كيف أن المجتمع الذكوري الذي يسحق النساء غالباً ما ترعاه الأمهات.
ومن الناحية السياسية، تستعيد بن هنية ثورة الياسمين وصعود الإسلاميين. وردّاً على سؤال حول رأيها في الوضع السياسي الراهن في تونس، قالت لوكالة «فرانس برس» «لم يصبح الوضع مستقراً بعد». وأضافت: «مع ذلك، ثمة حرّية في التعبير وغياب للرقابة، ما يتيح للفنانين التعبير بحرية، وهذه ليست الحال في بلدان أخرى من المنطقة».
وبسبب هذه الحرية ظهر «جيل جديد من المخرجين» بينهم يوسف الشابي وإريج السحيري.

مريم صالح «بتغنّي»


بعد توقفٍ عن إصدار الأغنيات دام خمس سنوات، تعود مريم صالح (الصورة) بأغنية من كتابتها وإنتاج السوري هالو سايكلپو، ستُطرح على جميع المنصات يوم الخميس 25 أيار (مايو) الحالي. «بغني» هو عنوان الأغنية في إحالة إلى ألبومها الأول «مش بغني» الذي أطلقته قبل أكثر من عقد. تعبّر الفنانة المصرية في كلمات الأغنية الجديدة عن تحديات الحياة الإبداعية والتردد والبحث والعثور على مصدر إلهامها بالعامية المصرية. من جهته، اشتهر هالو سايكلپو بمؤلفاته وتوزيعاته الإلكترونية الصاخبة المستوحاة أيضاً من الطرب، لكنه يأخذ في عمله الجديد مع مريم صالح منعطفاً أكثر سلاسة مقارنة ببعض أعماله السابقة، استجابةً لطابع الطقطوقة الخفيف في كلمات وغناء مريم صالح وتلحين الفلسطيني تامر أبو غزالة.