مجدداً، رُفع سلاح «معاداة السامية» في وجه مساند للقضية الفلسطينية. التهمة الجاهزة لاستهداف المناهضين لـ «إسرائيل»، أُلصقت هذه المرّة بمحمد عسّاف الذي تبلّغ أخيراً من منصّتَي البثّ التدفّقي الموسيقيّتَيْن «سبوتيفاي» السويدية و«آبل ميوزيك» الأميركية حذف أغنيته «دمّي فلسطيني» (كلمات سليمان العساف وألحان وتوزيع وائل الشرقاوي ـــ عام 2015) التي حقّقت نسب استماع عالية. جاء كلام الفنان الفلسطيني الحاصل على لقب «محبوب العرب» (2013) من برنامج المواهب «أراب آيدول» (mbc) ليؤكد الأخبار التي تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

أما الذريعة التي وردت في الرسالة الإلكترونية الرسمية التي تلقّاها المغنّي الغزّي، فهي أنّ العمل «يحرّض» على العدوّ الصهيوني. وفيما سخر من اتهامه بـ «معاداة السامية»، شدّد عسّاف على أنّ الأمر «يزيدني شرفاً وانتماءً لوطني فلسطين وقضيتي العادلة... حتى لو حذفوا هذه الأغنية فهي موجودة في ذاكرة ووجدان كل فلسطيني وكل حرّ شريف يدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته واستقلاله».
في السياق نفسه، أكّد أنّ «دمّي فلسطيني» من أهم الأغنيات التي «قُدّمت للوطن خلال السنوات العشرين الماضية»، مشيراً إلى أنّ ما أقدمت عليه «سبوتيفاي» و«آبل ميوزيك» دليل على «معاداتهما ومن يسير على خطاهما للحرية والعدالة ولقضية فلسطين الحرة الشريفة، ولكل حر شريف ينادي بالحرية في هذا العالم المختل».
هذه ليست المرّة الأولى التي يخوض فيها محمد عسّاف «مواجهة» مع الصهاينة، إذ سبق أن تعرّض لهجوم شرس من الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، إبّان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين. يومها، اتهمه أدرعي بـ «التحشيد» ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفه وهدمه مقر مؤسّسة «مشارق» للإعلام الفلسطينية. علماً أنّ محمد انطلق فنّياً من هذه المؤسسة.
وفي حادثة أخرى، سحبت «إسرائيل» في عام 2013 تصريح دخول الفنان الفلسطيني المولود في عام 1989 إلى الأراضي المحتلة، بسبب ظهوره في مقاطع فيديو يمدح الشهداء ويدعو إلى النضال ضد إسرائيل. وفي تغريدة علّق فيها على ما جرى، قال محمد: «ما يتردد عن منعي من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس وغزة ما هو إلا استمرار لسياسات القمع وكبح الحريّات التي يعانيها أبناء شعبي الذي أنتمي إليه قلباً وكياناً».
وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة، اتخذ محمد من حساباته على السوشال ميديا منصّات للتعبير عن مواقفه الداعمة لمقاومة الاحتلال. وفي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، كتب: «لن ننسى، الأرض لنا، حتماً سنعود».