أُفرغت قناة «الجديد» أخيراً من مقدّمين وإعلاميّين عملوا في المحطة منذ انطلاقتها قبل 32 عاماً. موجة الاستقالات في القناة بدأت قبل عامين تقريباً، مع اشتداد الأزمة المالية على إثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية وتجميد سوق الإعلانات. ففي عام 2021، تركت كاترين حنّا عملها في «الجديد» بعد رحلة استمرت 16 عاماً، وانضمت إلى مكتب قناة «الجزيرة» في بيروت. وفي نهاية العام الماضي، أعلنت نانسي السبع عن استقالتها من «الجديد» بعد مسيرة دامت 17 عاماً تنقّلت فيها بين نشرات الأخبار والعمل ضمن فريق المراسلين وتقديم البرامج السياسية، معلنةً عن انتقالها إلى شركة إنتاج افتتحت مكتباً لها في العاصمة اللبنانية. لكن الاستقالات لم تتوقّف في المحطة اللبنانية التي تأسست عام 1992، بل إنّها تشهد حالياً موجة استقالات في صفوف موظفيها القدامى لأسباب متنوعة، وهم: آدم شمس الدين، كلارا جحا، فراس حاطوم والزميل رضوان مرتضى. قرر الرباعي ترك العمل في «الجديد»، فاتحاً صفحة جديدة في رحلته. في هذا السياق، تكشف كلارا جحا لنا أنّها تقدّمت أخيراً باستقالتها من «الجديد» بعدما عملت فيها قرابة 19 عاماً. تلفت إلى أنّها انضمّت حديثاً إلى فريق قناة «الحرّة» في بيروت لتتبوأ منصب منتجة برنامج «المشهد اللبناني» الذي تقدّمه منى صليبا. وأوضحت أن مهامها الجديدة تعتبر بمثابة «نقلة نوعية لها في عالم الصحافة بعدما قررت الخروج من قناة محلية إلى أخرى عربية» على حدّ تعبيرها. ولفتت المقدمة اللبنانية إلى أنها كانت تفكّر في تغيير عملها خلال الفترة الأخيرة، إلى أن تلقّت العرض من «الحرة» ووافقت عليه. على أن تبدأ خلال ساعات قليلة منصبها الجديد. في المقابل، تنفي جحا وجود أيّ خلافات مع القائمين على قناة «الجديد»، مؤكدة بأنّ علاقتها جيدة معهم وبأنّ قرار التغيير كان شخصياً.
من جانبه، اتخذ آدم شمس الدين قرار ترك «الجديد» لينتقل إلى مهمة جديدة مختلفة عن العمل أمام الكاميرا. يقول لنا: «تقدمت باستقالتي من «الجديد» بعدما عملت قرابة ثماني سنوات فيها، وأستعدّ لخطوة جديدة للعمل في مركز أبحاث صحافية باللغة الإنكليزية كي أُغني تجربتي الإعلامية».
على الضفة نفسها، لفت الزميل رضوان مرتضى إلى أنه ترك «الجديد» أخيراً بعدما انضم إليها عام 2007 وكان يتبوأ أخيراً منصب «مسؤول المراسلين». وأشار إلى أنّه منشغل حالياً بمشاريع إنتاجية عدة في شركته الخاصة منعته من التوفيق بينها وبين عمله في قناة «الجديد».
في سياق آخر، يختلف وضع فراس حاطوم عن باقي زملائه الذين تركوا «الجديد». إذ لم يقدّم المراسل والمنتج اللبناني استقالةً نهائية من المحطة اللبنانية. يوضح حاطوم قائلاً «لم أترك «الجديد» بشكل كلّي، بل تركت العمل في بعض الفقرات التي تعرض ضمن نشرة الأخبار وتتطلّب مني تواجداً في دوام عمل. لا أزال أتابع عملي في القناة كمنتج ومعدّ لبعض الأعمال الوثائقية التي تعاقدت فيها مع المحطة». ويلفت صاحب شركة «شوت برودكشن للإنتاج»، أنه يركز حالياً على شركته التي تنتج بعض البرامج التلفزيونية المحلية.