لا أدري كيف يفعلُ سحر الجبل ما فَعَل، فقد جعلني أشعر كأنّي وُلدتُ من جديد، أو أنّه كُتبت ليَ حياة جديدة، كما يحبّ أن يقول بعض الهاربين من جحيم المدينة في زمن الوباء الذي أعادنا إلى أجواء كتاب «الطاعون» للكاتب الفرنسي الجزائري ألبير كامو.ربّما هو الانغماس في الطبيعة وإعادة الارتباط بزيتونات الأرض المجبولة بعرق الأجداد، أو ربّما هو السّعي إلى نعمة السلام الداخلي والتأمّل والنظر في نقدِ نظريات وتجارب تكلّست مع الزمن، تحت تأثير عزلة صحية وفكرية فرضتها ضرورة الحماية من وباء الكورونا.
في أي حال، إن طريقتي في الاقتراب لم تتبدّل من حيث الأساس، ما دامت تتصل بنظام الفصول ودوران الشمس والنجوم، وما دامت المشاعر تتفاعل مع البرْق والرعْد وهدير الرياح التي تحاول أحياناً في الشتاء أن تُراقص أشجار الصنوبر والزيتون التي تحيط بالبيت الجبليّ «الصديق للبيئة»، وهو بناءٌ من الحجر الصّلب يستندُ إلى مصطبةٍ صخريةٍ تُشرف على ساقيةٍ عميقة كنّا في الماضي نسمع خرير المياه فيها، وقد اجتاحت هذه الناحية اليوم على ضفّتيها سلسلة من البنايات الحديثة التي يُشكّ في احترامها قواعد البيئة والتوازن الطبيعي، علماً أنها شوّهت جماليّة المشهد التي يبدو أنها لا تهمّ كثيراً المهندس المنفّذ.



«بنت الماء»
كمِثلِ حجرٍ يتدحرج في أعماق ذاكرة مركّبة من حلقات متباعدة ومتناثرة، ولا تلبث أن تترابط ليولد منها ما يشبه الشريط التوثيقي! نعم، هنا وُلدت في بيت جدِّي لوالدي، وحملتُ اسماً تراجيديّاً (1) من عائلة شويريَّة الأصل، يشدّها الحنين إلى المتن الأعلى والعقيدة القوميّة السوريّة ورحلات الصّيد إلى صنّين ومناورات القبض على الحساسين بواسطة الدِّبق. وها أنا أعود إلى البيت الذي تحوّل بفعل هندسة ما بعد الحداثة في لندن، إلى منزل هجين من شأنه أن يُربك حركة جدَّتي نِدي وهي تحضن ابنها الصغير ميشال وتهمُّ بالرحيل إلى أميركا الشماليّة لتأتي من هناك بما يمكن أن يقي عائلتها من المجاعة ومصائب الحرب العالمية الأولى، غير آبهةٍ بتراجع شريكها عن مواصلة السفر بعدما أخَذَ منه الخوف كل مأخذ لدى رؤيته الحِمَم تتصاعد من بركان إيطاليا خلال عبور الباخرة في مضيق ماسينا (2).


من هذا المكان الذي تزنّره أحراج الصنوبر من كل الجهات، أطِلُّ كلّ صباح على تلاوين البحر المتوسط وأُفقهِ اللازوردي المترامي، وأترك لمخيّلتي الرحبة أن تستعيد أزمنة مجيدة عرفَتْها بيروت مدينتي الأولى قبل باريس وإسطنبول ونيويورك وطهران. لكنّ المدينة لا تنفكُّ تُوحي للناظر من عَلٍ كأنّها تريد وسْط الضباب الاندفاع نحو اليمّ للتخلّص من أدران أفعال البشر الآثمة، وهي في الأصل لا تنسى أنّها «بنت الماء» على ما جاء في الأساطير المؤسِّسة لثقافة الإغريق والرومان.

هكذا كانت.. هكذا أصبحت
هنا تقوم بلدةٌ اسمها «رومية»، وقد يحيل هذا الاسم بحسب علم الأماكن الجغرافية إلى التوليف بين الآراميّين والروم الشرقيّين المُستعربين وإلى تموضع الروم الأرثوذوكس في هذه الأنحاء، قبل قدوم الموارنة السريان من شمال لبنان، وتحوّلهم ديموغرافياً إلى أكثريّة في رومية تتصدّرها عشيرة آل أبي حبيب.
تغلب على الجغرافيا الطبيعية للبلدة منحدرات متدرِّجة مكوّنة من تِلال وهِضاب ووُديان تمثّل كلّها سدّاً نسبيّاً أمام زحف الحداثة المشَوَّهة التي جعلت بعض الوجهاء يستسهلون من دون وازع ضمير، مَعْلَماً تاريخياً بارزاً يتمثل في الدَّرَج الطويل الذي يربط «الحارة الفوقا» و«كنيسة السيّدة مريم للروم الملكيين» في الساحة المركزية المسمّاة ساحة العين، حيث الحارة السكنية القديمة تتلاصق بيوتها وتتوزّع حول نبع متدفّق لماء الشرب والريّ. وقد استبدَل هؤلاء الدَّرَج، بطريق من الأسفلت تقود سياراتهم إلى أبواب منازلهم على منحدر قويّ يجافي تحويله إلى طريق عامّة أبسط معايير التوازن البيئي والهندسي.


النزعة إيّاها شجّعت البعض الآخر من المُتحذلقين مذهبيّاً وثقافيّاً، على استبدال البرج القديم لقبّة جرس «كنيسة السيّدة» بآخر متضخّم واستعراضي بعيد كلّ البُعد عن الانسجام مع الهيكليّة العامة للكنيسة. وربّما كان الدافع إلى ذلك «جنون العظَمَة» والمنافسة السخيفة مع برج قبّة «مار عبدا للموارنة»! من دون أن ننسى أنّ ما من أحد في البلدة اليوم يبدو مهتمّاً أو معنيّاً بأن يخُبر الأحفاد شيئاً عن عالمٍ تراثيٍّ صنعته أيادٍ خبيرة وقوية عملت لتحويل المنحدرات إلى جُلولٍ لزراعة الحبوب، واستحدثت نواعير الماء ومعاصر الزيتون وأفران الحطب.

أثرياء الحرب وهدم الطبيعة
ها هو الربيع تتلاعب نسماته الأولى على الشُّرفة الواسعة المطلّة على «وادي مار يوحنّا» وفي امتدادها تلوح «قُرنة شهوان» و«سيّدة حريصا». وها هي طريق «وادي الماء»، تتلوّى برفقٍ وَسْطَ الأزهار البرّية والصعتر والقصعين وشقائق النعمان، وصولاً إلى «حزام الصنوبر» الذي ينتظر من المجتمع المدني أن يحميه من عبث فؤوس الزُعران والسرّاقين ويؤهّله ليكون محميّة نموذجيّة بين «رومية» و«جورة البلّوط» و«برمّانا». ألا يستحق زمن الوعي الإيكولوجي مشروعاً من هذا النوع يفترض في أيّ حال تقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية ويحفظ حقّ أجيال قادمة في حياة نظيفة؟


لسعاتُ البرْد أخذت تتلاشى تدريجاً، وعادت المسايا تتنوّر بمنارة النجوم، وليس من بطلٍ على المسرح بعد انكفاء العشّاق والحكواتيّة، سوى القمر يصعد رويداً من وراء أكمة الصنوبر كأنّه يستطلع أحوال الناس وما يدور من أحاديث ودردشات حول ظهور طبقة جديدة من الأغنياء جاءت بثروتها أولاً من التجارة العاديّة، ثمَّ جرّبت تجارة السِّلاح والتهريب والإتجار بالمخدّرات، أو «أثرياء الحرب» الذين استفادوا من أعمال النَّهب التي استهدفت مرافق عامة تحت غطاء النزاعات الطائفيّة، فضلاً عن «الشُطّار» الذين أدركوا باكراً «قيمة الأرض» فتكبّدوا عناء الذّهاب إلى أميركا ومحاولة الحصول هناك من العائلات المهاجرة على تنازلاتٍ في شأن مُلكيّاتها في الوطن بثمن بخِس.

تبديد وصفقات مشبوهة
يجري التندُّر في هذا المجال بقصصٍ غريبة منها إقدام مختارٍ جليل راحل على تغطية تزوير توقيع المدعو (ر. ن.) فور وفاته، لتوريث معظم ملكيّته لأحد أقربائه وحرمان الآخرين منها، في حضور شهود أحدهم لا يزال حيّاً يُرزق. والأكثر غرابة في هذه القصّة أن قريبة (ر. ن.) التي كانت تُقيم في «بيت مري»، قبِلت بـ«الصّفقة» مقابل الحصول على القليل، بينما كلّ الثروة النقدية بالملايين التي كانت بحوزة (ر. ن.) أكلتها الفئران، وكان الذّهب وقيمة الأراضي من حظّ أقرباء أغبياء ما لبثوا أن بدّدوا هذه الثروة سريعاً.
وحتى الآن تدور تساؤلات حول صحّة تورّط شخصيّة تقدّمية تدعو إلى الاحترام في عملية مشبوهة مع أقربائه من آل شعيا في هيوستن في تكساس في الولايات المتحدة، تدبّرها وسيط بارع من الشطّار (ج. ل.) وأسفرت عن تنازل من آل شعيا عن مجموعة كبيرة من الملكيات في رومية، ومنها مزرعة مرويّة في «حارة الكروم» تعتمد نظاماً معقّداً لتوزيع المياه وتُنتج أنواعاً من العنب والتّين والزيتون، فضلاً عن الخُضار والحبوب وتحتلّ موقعاً فريداً في مثلّث التقاطع بين أراضي رومية وبرمانا وبيت مري.

مهمة الأرشفة الصعبة
تعِبَ القمرُ من سرديّة شهرزاد وذهب لينام على كتف برمانا متسائلاً عن مآثر أساتذة ومهندسين وأطبّاء لعبوا دوراً متقدّماً في الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة للبلدة التي استفادت كثيراً من نموّ وتطوّر المنطقة الصناعيّة القائمة بين منطقتَي ضهر الباشق ونهر الموت في محاذاة سجن رومية الشهير. وربّما بات يتعيّن على أبناء الأجيال الجديدة أن يتابعوا مهمّة الأرشفة الصعبة، إذ تسعى إلى تسمية الأشياء بأسمائها، وعلى سبيل المثال الحقيقة وراء إقدام «رهبانية دير مار ضومط» على إغلاق ملعب كرة القدم الوحيد في البلدة للاستفادة من بيع الأرض والمساكن التي أُقيمت عليها، ومن ناحية أخرى تركيز البلدية على شقِّ الطُّرق داخل البلدة من دون فائدة تنمويّة حقيقيّة، في حين يتعيّن وضع تنظيم أفضل للمنطقة الصناعيّة والاستفادة من مصادر المياه الصالحة للشرب، والعمل لبناء حقل عموميّ للطاقة البديلة من الشمس والهواء.

طريق المتن... للتدمير السريع!
لقد حان الوقت الآن لنقوم بجولة ميدانيّة في المجال العقاري الواسع لرومية الذي يمتدّ على مساحة كبيرة تراوح بين علوّ أمتارٍ قليلة عن سطح البحر مثلما هي الحال في قاطع نهر الموت المحاذي لبياقوت وبصاليم، وأقاصي «الحارة الفوقا» التي تتصل ببرمانا ومدرستها الشهيرة التي تُشرف عليها «جمعية الكويكرز» حيث يبلغ الارتفاع عن سطح البحر نحو 700 متر أو أكثر. وينوءُ هذا المجال العقاري الذي يُعتبر من المجالات الأكبر مساحة وامتداداً جغرافيّاً في البلاد، تحت وطأة كارثة بيئية نتيجة للعمل العشوائي الذي حكم مشروع طريق المتن السّريع، والذي لم يتسبّب فقط في تدمير البيئة الطبيعية للنباتات والطيور والحيوانات البريّة، بل دمّر أيضاً جزءاً من حزام الحماية من التلوث حول مدينة بيروت والضواحي.


هذا فضلاً عن الأخطاء البنيويّة الفادحة في تنفيذ مسار الطريق المؤدّي حتى الآن إلى بعبدات، سواءً لغياب الجسور الضروريّة فوق السواقي، أو جرفٍ غير علمي للجدار الصخري لجهة اليمين صعوداً إلى بعبدات على نحوٍ غير مقبول في النظام الهندسي للطُرق في العالم. ويبدو أنّ هذا التقصير المنهجي جاء لمصلحة المقاولين وشركائهم في زمن سُلطة لحود/ الحريري حيث أنّ ما خرج من أطنان الحفريات في الصخر والتربة، أسهم في ردم البحر على الساحل وبناء القاعدة التحتيّة للمنطقة العقاريّة الجديدة المواجهة لإنطلياس والضبيّة، أو تحوّل إلى حمولة مئات الشاحنات من البحص الثمين الضروري لأعمال البناء.
ويبقى السؤال الأساسي: كيف يسمح القيّمون على الشؤون البلدية في رومية بمثل هذه الفضيحة من دون أن تصدر أي دراسة نقديّة في شأن هذا المشروع باستثناء ما صرّح به المهندس البنيوي الخبير جورج نعمة الله لطف الله؟

العمارة المتينة والحجارة المقصوبة
نتابع جولتنا الاستطلاعيّة ويستوقفنا ما بات مشهداً يُراد له أن يكون عاديّاً على الرغم من صدمة الحزن والأسى التي يُحدثها في قلوبنا وعقولنا: فجوات فاغرة هي مثابة جروح مفتوحة في جسد الطبيعة، وتُذكّرنا بزمن «رجال المقالع» وعملهم قبل حلول مرحلة الكسّارات الكبيرة، واستخراجهم بأدوات تقليديّة الحجر الأبيض أو ذاك المسمّى الفرني الذي نجد معالم له واضحة في عمارة جادة المعرض في بيروت. هذا التشويه الناتج من الإهمال أو عدم المسؤوليّة، لا يمنعنا من الوقوف لأداء التحيّة لرجالٍ أنتجوا في وقت من الأوقات، قبل موسم الهجرة المهنيّة إلى بلدان الخليج، المادّة الأساسية للعمارة المتنيّة الأنيقة بحجارتها المقصوبة بإتقان التي تضاهي عمارة حلب والقدس وعمّان في هذا المجال. وكان المُعلِّم إلياس عمّو، آخر النحّاتين و«المعمارجية» في رومية، وقد رحل أخيراً عن هذه الدنيا ليُغلَق معه «سرّ المهنة» الذي يُقال إنّه يعود إلى زمن الرومان وما تركوا في مقام «مار ضومط العتيق» من آثارٍ وقبورٍ منحوتة في الصخر قد تكون على علاقة بـ«حارة الكروم» ودولاب المعصرة الحجري الكبير الذي عُثر عليه هناك، فضلاً عن الأجران الحجرية المخصصة على الأرجح لعصر العِنب التي نُقلت من دون حسيب أو رقيب إلى حديقة «فيللا آل غرغور» وكلاء شركة «مرسيدس» على أطراف الحارة الفوقا.
أسمع موّالاً لجَدِّي رشيد يوسف نوفل الذي كان من القوّالين يُجيد الغناء على الطريقة العراقيّة، وأطلب منه أن يروي قصّته مع الضّبع على «كرّوسة» ضهر الباشق عائداً من بيروت «بالغلّة» من إحدى ورش النحّاتين العاملين لمصلحته في مشروع جادة المعرض في العاصمة. وفي هذا السِّياق، يُسجّل «لرجال المقالع أنّهم كانوا يحرصون على إعادة إصلاح البؤر التي تُفتح في الأرض لاستخراج الحجارة المعدّة لبناء البيوت، عبر «نقبها» بغرس العنب والزيتون والتّين، وعلى هذا النحو الإيكولوجي كانت «البؤرة» في الأرض المعنية تتحوّل إلى «نقبة» وتعني هنا حقلاً مزروعاً.

هنا اختبأ رفاق الزعيم
لم يأتِ جدِّي بالترياق من العراق أو من أميركا، لكنّه أحبَّ مجالس الطّرب والقوّالين والسّهر، ولم يتردّد في تأمين الحماية والغذاء لثائرين ضدّ طغيان السُلطة ومنهم رفاق للزعيم أنطون سعادة جاؤوا للاختباء في الأنفاق الرومانية في «حارة الكروم» القريبة من «دير مار ضومط للرهبانية المارونية».
يحيل اسم البلدة إلى الآراميّين والروم الشرقيّين المُستعربين وتموضع الروم الأرثوذوكس في هذه الأنحاء

وهو ترك لنا مسلّة حجريّة يعتليها اليوم ديكٌ أحمر أفلَتَ من مشغل الفنّان الكبير حسين ماضي، الذي كان اهتمَّ بزيارة رومية واقترح على رئيس بلدية رومية السابق لويس أبي حبيب أن يُعد منحوتة تليق بـ«ساحة العين» والماء المتدفّق دائماً فيها، وحيث السوق القديمة أثارت يوماً اهتمام المؤرّخ الراحل كمال الصليبي ولم يبقَ منها سوى بضع قناطر في واجهة محطة الهاتف المتوقّفة عن العمل. ذهب لويس أبي حبيب ولم تتوقف الاحتجاجات على فضيحة مشروع انترا للضم والفرز، وجاء لرئاسة البلدية عادل بو حبيب شقيق الوزير الصديق الدكتور عبدالله بو حبيب، لكن مشروع حسين ماضي ظلَّ حبراً على ورق، وغيّرت الطيور التي رسمها طريق هجرتها الموسميّة ولم تعُد تحطُّ عندنا للاستراحة على «تلّة الضهر» وإن ظلَّ عبور البَجَع من حينٍ إلى آخر حالة مفارقة للتبدّلات المناخية الشاملة.

تكريم الروميين
أتصوّر أنّه في حال تحقّق لدار البلدية في مستقبل منظور إنجاز البناء الجديد، فإنّه من اللائق أن تضمّ قاعة تتّسع للوحات تذكاريّة تحمل أسماء الذين سقطوا من جيل رجال المقالع نتيجة للانهيارات المأساويّة، أو بسبب اعتماد أسلوب غير دقيق لتفجير الصخور بالديناميت. ويمكن تخصيص لوحة تذكاريّة تُسجّل قصّة انتقال «دار الإمارة» اللمعيّة في «حارة الشحّار» إلى ملكية الفلاح إلياس أسعد الذي كان يعمل في تربية الأبقار، والذي سمعَ من أحد وجهاء آل أبي اللمع عندما جاء يطالبه بمفتاح الدار لقاء فكِّ رهنيّته: «إن أقبلتْ باضَ الحمام على الوتد/ وإن أدبرتْ بالَ الحمار على الأسد»، والمقصود بهذا البيت من الشعر أنّ الوجيه هو الأسد المغلوب على أمره نتيجة انهيار النظام الإقطاعي والانقلاب في أحوال الدُنيا والنّاس.

لا بد من متحف للراحلة دُورا سلهب كاظمي التي بدأت تجربتها الرائدة في تشكيل الفخّار من تراب رومية


والأهمّ أن يسعى المتموّلون الروميّون، وهُم كُثُر ذاع صيت بعضهم في تقديم الدعم المالي لبعض أحزاب الفساد والطائفيّة، إلى الاهتمام بالمتحف الذي أُقيم للفنّانة العالميّة الراحلة دُورا سلهب كاظمي التي بدأت تجربتها الرائدة في تشكيل الفخّار من تراب رومية التي كانت تتحدّث عنه بشغفٍ وحماسة. وقد أبدعت دُورا التي درست أولاً الأدب الإنكليزي في الجامعة الأميركية في بيروت، في تطوير تقنيات الصناعة الخزفيّة، وأطلقت مدرسة جديدة في هذا المجال الفنّي، وصارت لها مجموعات خزفيّة مهمّة في متاحف عدّة في العالم، فضلاً عن مجموعتها في متحف سرسق في بيروت.

1- توفي عمّي ميشال الذي ورثت اسمه نتيجة تعرّضه للدغة ثعبان ورفض الطبيب في برمانا معالجته من دون تلقّي مبلغ كبير من المال لم يكن متوافراً في حينه لدى العائلة. وبعدها قتلت أخته حلا على إثر تعرضها لإطلاق نار بالخطأ من بندقية كان يلعب بها شقيقها حليم، وما لبثت شقيقتي حلا أن ورثت اسم عمتها.
(2) ثمّة رواية ثانية غير مؤكدة تفيد بأن الخوف منع جدِّي أصلاً من النزول إلى مرفأ بيروت.