ما خشيه السعوديون، قد تحقّق، إذ قرّر «شاهد» المنضوي تحت شبكة mbc وقف مسلسل «الجابرية الرحلة 422» بعدما بثّ التطبيق السعودي ثلاث حلقات منه من أصل ست. جاء القرار بعد هجوم شنّه بعض المسؤولين الكويتيين والناشطين على صفحات السوشل ميديا على المسلسل، واصفين إياه بأنّه يدخل ضمن نطاق «الفتنة»، على اعتبار أن أحداث العمل مستوحاة من حادثة اختطاف الطائرة الكويتية الرحلة 422 التي حصلت عام 1988وعُرفت بعملية «اختطاف الجابرية». يومها، اتُّهم الشهيد عماد مغنية (1962 ــــ 2008) ورفاقه باختطاف الطائرة التي كانت متّجهة إلى الكويت قادمةً من مطار بانكوك في تايلند، وأدّت إلى أزمة رهائن استمرت 16 يوماً. ورُبطت عملية اختطاف الطائرة بأزمة اعتقال الشهيد مصطفى بدر الدين ورفاقه في الكويت بتهمة تفجير السفارة الأميركية هناك. في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ القائمين على «شاهد» كانوا قد تردّدوا قبل عرض «الجابرية الرحلة 422»، لأنه يتناول قضية كويتية داخلية مرّت عليها عقود. لكن فجأة حطّ المسلسل على التطبيق السعودي قبل أيام من دون أيّ حملة إعلانية مرافقة. حاول صنّاع العمل (جمع نجوماً كويتيين ولبنانيين من بينهم إبراهيم الزدجالي وخالد أمين وإبراهيم الحربي ومحمد العجيمي وفيصل العميري) التملّص من ربط العمل بحادثة اختطاف الطائرة الشهيرة، قائلين بأنّ «أحداثه مستوحاة من قصة حقيقية وبعض أحداثه متخيّلة لأسباب درامية»! مع ذلك، لم يمرّ المسلسل بهدوء في الشارع الكويتي. البداية كانت مع إصدار وزارة الإعلام الكويتية بياناً لفتت فيه إلى «رفضها القاطع للتعرّض لأيّ مكوّن من مكوّنات المجتمع الكويتي من رموز ومواطنين ومقيمين». وأوضحت أنّها تواصلت مع المسؤولين في الجهات المعنية لإبداء «الاستياء من العمل، وضرورة إيقاف بثّه على المنصة عملاً بالموقف الخليجي والمواثيق المشتركة في هذا الخصوص». حتى إنّها لوّحت بـ «الإجراءات القانونية تجاه طاقم العمل الكويتي المشارك في المسلسل».
في المقابل، أجمع الكويتيون على أن العمل ذو «رائحة طائفية مَقيتة، يعمل على تزوير التاريخ»، بحسب بعض المغرّدين، فيما رأى آخرون أنّ النص جاء ركيكاً، بينما راهن الإخراج على الإبهار البصري فقط. وتلفت المعلومات لنا إلى أن رفض الشارع الكويتي لـ«الجابرية الرحلة 422» جاء لأسباب عدة، أولها ظهور شخصيات كويتية سياسية وعلى رأسها الراحل جابر الأحمد الصباح (1926 ــــ 2006)، مع العلم أنّ المسلسل لمّع صورة الحكّام الكويتيين، إلى جانب تناول العمل مرحلة حرب الخليج التي لا يريد أحد استعادتها. وأجمعت التغريدات على أنّ الكويتيين لا يحتاجون إلى تذكّر تلك الحادثة بإنتاج سعودي محض ذي أهداف مشبوهة ليس أقلّها الفتنة والتحريض.