ضمن برنامجها «أرصفة زقاق»، تستقبل فرقة «زقاق» الكاتبة اللبنانية الأميركيّة والمؤدية ومدرّسة الفنون ليلى باك لاقامة فنيّة في «إستديو زقاق». هناك، سوف تقدّم باك عرض «احكيلي»، وتدير ورشة عمل تفاعلية وتجريبية تركّز على رواية القصص. «أرصفة زقاق» هي نقطة لقاء توفّر مساحة مشتركة بين فنانين محليّين وعالميّين وطلّاب وجمهور من المتابعين والمهتمين ضمن برنامج متكامل من المحاضرات والمحترفات والعروض الموزّعة على مدار السنة.
أمّا ضيفة «أرصفة زقاق» لشهر آب (أغسطس) فإنها ليلى باك. منذ أكثر من عقد، أدارت ليلى ورشات عمل حول قصّ الحكايات والدراما التي تهدف إلى العمل على تحفيز الاندماج بين الثقافات في مؤتمرات وجامعات ومدارس ومراكز ثقافية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم. ليلى حاصلة على الماجستير في المسرح التربوي والدراسات الشرق أوسطيّة من «جامعة نيويورك» وهي عضوة في «مجموعة الكتّاب الناشئين» في «المسرح العام» ومتعاونة دائمة مع «ورشة مسرح نيويورك»، كما كانت عضوة مؤسسة ومديرة التربية للمجموعة المسرحيّة العربيّة الأميركيّة «نبراس»، والمديرة الفنيّة لمجموعة «نساء» العربيّة الأميركيّة للسيّدات، وكاتبة ومؤديّة في «مهرجان الكوميديا العربيّة الأميركيّة» في نيويورك.

يستند العرض إلى تركيبة «ألف ليلة وليلة» حيث تصبح الجدّة هي الشخصية الرئيسية

عرضها المونودرامي «احكيلي» استكشاف سياسي وشخصي لمفاهيم الغربة والعائلة والذاكرة، ومعنى أن تصبح أميركياً، وتستلهم باك تجربة جدّيها اللذين تركا لبنان وانتقلا إلى العيش في أميركا. يستند العرض في هيكليته إلى تركيبة «ألف ليلة وليلة» حيث تصبح الجدّة الشخصية الحكواتية الرئيسية تسرد ذكرياتها وقصصها قبل أن تفقد قدرتها على التذكّر. هكذا تتنقل القصص بين بيروت وواشنطن من عام ١٩٣٠ حتى اليوم. تخرج ليلى أغراضاً من داخل حقيبة، ومع كل غرض، تخرج ذكريات عدة، محاولةً إعادة إنشاء منزل لجدتها في دار للرعاية في واشنطن. خلال هذه العمليّة، تتنقّل ليلى بين صوتها وصوت جدّتها، حيث يكافح الصوتان للعثور على ما ينقصهما، ويصطدمان بالحقيقة المأسوية للحلم الأميركي، وما فقده الجدّان مع انتقالهما من بيروت إلى واشنطن. من ضمن الشخصيات التي تؤديها ليلى في العرض أيضاً، أصوات من أفراد العائلة تتصارع مع خرف الجدّة، وأصوات الميديا، بالإضافة إلى قصص العمال المهاجرين التي تتقاطع روايات غربتهم مع رواية الجدّة. خلال العرض، يتخذّ الجمهور دور أفراد العائلة المنصتين إلى قصص الشخصيات، أو أصدقاء بيروتيين خلال عشاوات، أو تلاميذ في صفّ الجدّة لتعلّم المواطنيّة. هكذا تطلب كلّ شخصية في العرض من الجمهور مساعدتها في رحلتها. يقوم المشروع على تركيبة تستغني عن النص، وتتغيّر مع كل عرض بتغيّر من يوجد في الغرفة.
بالإضافة إلى تقديم «إحكيلي»، قادت ليلى في ٢ و٣ آب (أغسطس) ورشة عمل تفاعليّة وتجريبية على رواية القصص، باعتبارها تقليداً قديماً وشكلاً حديثاً من الحفاظ على الثقافة والتاريخ المشترك. خلال الورشة، قادت ليلى المشاركين من خلال تدريبات صممها روّاد معروفون دولياً في مجال التعليم من خلال الدراما، وقدمّت للمشاركين تقنيات معقدة للتعبير عن الهويّات الخاصة بهم، كما تلك الغريبة عنهم، مع استكشاف الروابط بين الاثنين. هكذا استعان المشاركون بهذه التمارين كأداة للنقاش وللمشاركة والتأمل والحوار في مجالات متنوعة.

* عرض «احكيلي»: 20:00 مساء الغد ــ «استديو زقاق» (العدلية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 70/910339




عدوان تموز

في ٢٠٠٦، وصلت ليلى مع زوجها الأميركي اليهودي آدم إلى لبنان للمرة الأولى ليتعرّف إلى وطنها. خلال أيام قليلة، انطلق العدوان الإسرائيلي، ليجد الزوجان نفسيهما عالقين في البلد، وفي نقاشات عائليّة لا تنتهي بين هويّات دينية متعددة من المسيحيّة إلى الإسلام واليهودية، كما تعدد الجنسيات بين لبنانيين، وفلسطينيين وأميركيين. عند عودة ليلى إلى نيويورك، أعادت كتابة التجربة، وقدمتها في مونولوجات، ثم حوّلتها إلى عرض مسرحي. اتخذ العرض شكل مؤتمر حيث تقدّم ليلى وزوجها تجربتهما الخاصة خلال حرب لبنان، بالإضافة إلى شخصيات أخرى. ومن خلال مشاهد دراميّة، وأخرى مرتجلة، دعي الجمهور إلى المشاركة في المؤتمر عبر طرح الأسئلة وإبداء الرأي، بهدف استكشاف أعمق للسياق المطروح. «المعبر» يعدّ من أشهر عروض ليلى باك قدمته في أميركا رغبةً في طرح زاوية من الصراع مع إسرائيل نادراً ما تقدم في الإعلام هناك.