أمس، خصّصت mtv أمسية تضامنية مع الجيش اللبناني، وقبلها ارتدت سمر أبو خليل البزة العسكرية في نشرة أخبار «الجديد» (مساء الأحد). السياسيون والمسؤولون في وسائل الإعلام المحلية عقدوا العزم على دعم هذا الجيش في معركته ضد الإرهاب في عرسال. خطوة ساندها البيان الموحّد الذي صدر أول من أمس من سبيرز (مبنى تلفزيون «المستقبل») وجمع القنوات المحلية والصحف والإذاعات، مؤكداً تقدّم «الإعلام اللبناني صفوف مواجهة الإرهاب». والأهم هو «الامتناع عن بث أو نشر أي دعاية أو معلومات مسيئة أو مشككة في المؤسسة العسكرية».
هذا الاجتماع الذي دعت إليه «المستقبل» بداية للتضامن مع مسيحيّي الموصل تحوّل لاحقاً إلى مواكب للحدث العرسالي، يدعمه بشكل قوي ما صدر عن النائب سعد الحريري من تأكيده «دعم الجيش في معركته ضد الإرهاب».
المشهد يرتقي شكلاً إلى جمالية لافتة ووحدة في الصف لا مثيل لها. لكن إذا دخلنا في جوجلة لما تصدح به هذه الشاشات والإذاعات والصحف منذ أحداث عرسال، يتبين لنا خلاف ما تدعيه من صورة وطنية جميلة. وجوه وأقلام محرّضة أمعنت دفاعاً عن التكفيريين، والتشكيك في الجيش. لا نتكلم هنا عن الثلاثي التحريضي معين المرعبي، خالد الضاهر، محمد كبارة. وجوه أخرى من تيار «المستقبل» لا تزال تبثّ سماً على الشاشات والإذاعات ومساحات الصحف. موال واحد جمع كل هذه الأبواق: «حزب الله استجلب داعش من خلال تدخله في سوريا». بالتالي، فهم يبررون بشكل غير مباشر للتكفيريين الذين يقاتلون الجيش في عرسال.

على شاشة lbci، وصف عماد الحوت الإرهابيين بالثوار!
وأول من أمس، أطل نائب التيار الأزرق أحمد فتفت على صفحات جريدة «الجمهورية» ليقول: «الفكر التكفيري موجود لدى «حزب الله» أساساً»، لينتقل بعدها إلى إذاعة «صوت لبنان» مؤكداً أنّ «حزب الله مسؤول عما يحدث في عرسال». تبعه النائب في التيار عينه أمين وهبه الذي صرّح لإذاعة «لبنان الحر» بأنّ ««حزب الله» يغذي التطرف السني». الكلام عينه والأحكام نفسها التي برّرت للجماعات التكفيرية، أخذت تتنقل بين هذه الألسن والأقلام كعنونة صاحب صحيفة «الشرق» عوني الكعكي افتتاحيته بسؤال «حزب الله... حزباً لبنانياً؟!»، أو توصيف رئيس تحرير «النهار» غسان حجار «حزب الله» بـ«الدواعش» الذين ورطوا «لبنان في الحرب الدائرة في الداخل السوري».
لم يختلف الأمر على الشاشات من إفراد مساحة لـ«هيئة علماء المسلمين» المعروف بتحريضه الدائم على الجيش، إلى نواب «المستقبل» وشخصيات أخرى انتقتها هذه القنوات لتطل على شاشاتها. أمس، استضاف برنامج «كلام بيروت» الصباحي على «المستقبل» الصحافي نوفل ضو الذي اتهم الحزب أيضاً «باستجلاب الإرهاب والمتطرفين» وبوضع «الجيش كأكياس رمل لتنفيذ أهدافه من ضرب للاعتدال السني». بعدها، حلّ النائب عماد الحوت ضيفاً في «نهاركم سعيد» على lbci، فنعت الإرهابيين بـ«الثوار»، وبرّأهم من أي دم سقط في عرسال، واضعاً المعركة الحاصلة في عرسال في إطار «صرف الأنظار عن معركة القلمون الغربي التي استنزفت الجيش السوري وحزب الله». أما النائب هادي حبيش، فأطلّ على «الجديد» ضمن برنامج «الحدث» وكرّر مقولة مساواته «حزب الله» بـ«داعش»، قائلاً إنّ من استدعى معركة عرسال هو «حزب الله» الذي «حركش في وكر دبابير داعش في سوريا»، مع تسجيل هنا لمهنية عالية لسمر أبو خليل في المحاججة والنقاش.